يتناول هذا البحث دور الدعابة في العملية الاتصالية لتخفيف الشعور بالتوتر الناتج عن جائحة فيروس الکورونا وتحدياتها، فيعتبر استخدام الدعابة على الانترنت من أهم الوسائل التي غالبا ما يلجأ لها الأفراد لتخفيف من وطأة المشاعر السلبية وحِدة التوتر النفسي اليومي، ولمساعدتهم في مواکبة کم التغييرات المتسارعة التي حدثت خلال فترة التدابير الوقائية للجائحة. واحدة من صور استخدام الدعابة هي (وحدات المعلومات الثقافية على الانترنت)، والتي تسمى أيضا (ميمات الانترنت)، والتي لجأ العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي لإنشائها وتداولها، حيث کان لها دورا کبيرا وساعدتهم بشکل استثنائي على التعبير عن أفکارهم ومخاوفهم، وخصوصا في أوج جائحة الکورونا حين اضطر الجميع للالتزام بتطبيق التدابير الوقائية والحجر المنزلي. مثلت تلک الوحدات ناقلة المعلومات الثقافية، سواء البصري أو المنطوق منها، للعديد من الأفراد طريقة للتعبير عن التکاتف المجتمعي لمواجهة تلک التحديات والتي تعتبر الأولى من نوعها.
يناقش البحث کيفية استخدام الأفراد لمنصات التواصل الاجتماعي وتداولهم المحتوى البصري الساخر والدعابات على الانترنت، بالاستناد إلى وحدات المعلومات الثقافية (ميمات الانترنت) کوسيط، لمواجهة التبعات الجديدة والتعامل مع المشاعر السلبية الناتجة عن هذا الحدث العالمي الاستثنائي. ويناقش البحث کذلک انعکاس تلک التبعات والتأثيرات الشعورية التي يواجهها الفرد على استهلاکه هذا النوع من المحتوى وإنتاجه لمحتوى بصري جديد وساخر ليعود ويتداول بين هؤلاء الأفراد مرة أخرى على منصات التواصل الاجتماعي.
يستخدم البحث المنهج الوصفي لجمع المعلومات والوقوف على النظريات المتعلقة بالدعابة والضحک والفرق بينهما، بالإضافة الى التعرف على الدعابة على الانترنت وأنواعها. يستعرض البحث کذلک خصائص وحدات المعلومات الثقافية (ميمات الانترنت) وأنواعها ومکوناتها کأحد أشکال التعبير البصري على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية جائحة کورونا، ويتضمن دراسة تحليلية لعدد من النماذج التي تم تداولها على منصة (فيسبوک) بين المستخدمين في مصر منذ بداية تفشي فيروس الکورونا.