ظهر فن الحرکة الفعلية کنتيجة للتقدم التکنولوجي، ومنذ أقدم العصور السابقة اهتم الفنانون بعنصر الحرکة في الأعمال الفنية بشکل إيهامي، ولم تتحول إلى حرکة فعلية حقيقية إلا مع بدايات القرن العشرين وزاد الاهتمام بعنصر الحرکة والتأکيد على البعد الرابع الزمن في العمل الفني.
وتطورت الحرکة الفعلية في العمل الفني بالعديد من الأشکال والأنماط المختلفة کلا بما يتوافق مع رؤية وفلسفة الفنان وتبعا لکيفية صياغة الحرکة الديناميکية في العمل الفني، فالحرکة الفعلية تحدث التنوع للعمل الفني بإضافة عنصر الزمن لتحقيق تنويعات وصياغات تشکيلية وفنية جديدة ومبتکرة.
إن أساس قيمة الحرکة في الفن يتخلص في حرکة الضوء وامتداد الزمن لجعل الأعمال الفنية تأخذ أبعاداً متعددة وشکل فني مختلف فالحرکة الفعلية تحدث التنوع للعمل الفني بإضافة عنصر الزمن وتحقق التنويعات المتعددة وکأنها أعمال فنية جديدة فالزمن ليس له طول أو عرض وليس له ماضي وحاضر وإنما کل لحظة في الزمن هي لحظة معبرة عن الزمن ککل، لحظة شاملة ومستوعبة لما يسبقها وما يليها، وشاملة لکل ما يحدث منها من تغيرات. فالزمن ليس عنصر خارجي وإنما الزمن جزء معبر عن الأشياء والأحداث فلا مجال للفصل بين الحرکة وموضوع الحرکة ومضمون الحرکة باختلاف وسائل التعبير عنها وتأکيد حدوثها؛ مما دفع الفنانين لإيجاد وسائل تعبير مختلفة وجديدة ومتناسبة مع روح العصر للتعبير عن الحرکة وباختلاف الأدوات والأساليب فهي يقتصر دورها على إحداث الحرکة والتقنيات والمستحدثات.وبالتالي تحقيق الإثارة العقلية والذهنية والشعورية وتحقيق القيمة الجمالية، إن الإبداع الفني عالم ممتد عبر الزمان وعن المکان متعدد الاتجاهات والتقنيات والأساليب والأدوات ويعني بالتجربة الفنية بالإضافة إلى الحرية الفردية الواعية الممتزجة بالکون وما يحدث فيه من تغير وتطور مستمر، فالفنان يطمح إلى أن يکون أکثر من مجرد کيانه الفردي ليصبح أکثر اکتمالاً أکثر احتواء للعالم المحيط بمجراته وأسرار ذراته، وبذلک يجعل فرديته اجتماعية، ووسيلة للاندماج في الواقع والالتقاء بالعالم .