في ظل انتشار وتنامي وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل مختلف فئات المجتمع وتنوع مجالات استخدامها حالياً والمزايا التي توفرها ونظراً لما تتمتع به من سهولة الاستخدام والمرونة والتفاعلية، اتجهت الکثير من المؤسسات المعلنة إلى اسـتخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تحقيق العديد من أهدافها التسويقية وتعزيز قيمتها وبناء صورتها الذهنية وخلق مزايا تنافسية في إطار ما يعرف بالتسويق بالمؤثرين.
کما أدى التطور الهائل في مجال التکنولوجيا والتطبيقات الحديثة المبتکرة إلى تعزيز دور حملات التسويق بالمؤثرين بالإضافة إلى رفع مستوى المحاکاة وتطوير المحتوى البصري للمؤثرين ليکون أکثر إبداعاً وابتکاراً، وأصبح للتسويق بالمؤثرين دور بارز وفعال کما يشکل ميزة تنافسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث استطاع منافسة وسائل التسويق التقليدية وتجاوزها والتفوق عليها، فمع تقلص فاعلية وقابلية وسائل التسويق التقليدية في التفاعل مع المتلقين واجهت المؤسسات صعوبة في الوصول للفئات المستهدفة بسهولة وکفاءة.
کما شجعت المنافسة المتزايدة بين المؤسسات في زيادة إقبالها على التسويق بالمؤثرين لما له من أهمية في التأثير على سلوک المتلقين، معتقداتهم، مواقفهم تجاه المنتجات وخلق ميزة تنافسية لها، حيث تؤدي شخصية المؤثر ذات المصداقية إلى الارتباط العاطفي مع المتلقين وبناء علاقة إيجابية أساسها الثقة.
يهتم البحث بالتأکيد على الدور الحيوي الذي يلعبه التسويق بالمؤثرين کونه موضوعاً جديراً بالدراسة حيث يعتبر نوع جديد من التسويق يسمح بالاستفادة من إمکانيات المؤثرين من خلال دمج الرسائل الإعلانية في نمط حياتهم بطريقة مرنة ومبتکرة لا تسبب الملل، وفي المقابل وکغيره من وسائل التسويق له تأثيرات إيجابية وسلبية کما نتج عنه العديد من القضايا الأخلاقية والقانونية، وتتصدى هذه الدراسة إلى تناول تأثير استخدام التسويق بالمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودوره في خلق مزايا تنافسية للمؤسسات.