تٌعد الصناعات الثقافية والإبداعية أسرع قطاعات الاقتصاد نمواً في العالم فهي تشتمل على العديد من المجالات وترتبط بشتى الصناعات الخفيفة والثقيلة وتعتمد على المعرفة والإبداع والابتكار المستمدة من ثقافات الشعوب وحضارتهم، فتسعي الدول للاهتمام بتراثها بما يحقق نمواً في الدخل القومي. ويُعتبر التراث الثقافي بكل متغيراته وثوابته وفلسفته أحد عناصر هوية الشعوب وإبداعاته عبر العصور

فتمتلك مصر العديد من المقومات التراثية التي منها بصفة خاصة حرفة الفخار والتي تعد واحدة من أهم الحرف اليدوية وأحد مقومات الصناعات الثقافية. ومن الشواهد على حضارتها العريقة بما تثبته البعثات الأثرية كل يوم فتمثل التاريخ الحي للشعوب النابعة عن ارتباطنا بالعادات والتقاليد وأساليب معيشتنا التي تعكس الجانب الثقافي لمكونات الحضارة

يهدف البحث إلى دراسة الفخار كأحد الصناعات الثقافية والإبداعية في مصر علاوة على ذلك فإنه يوضح أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية للدخل القومي في مصر. حيث حققت نسبة في إجمالي التجارة في العالم نحو2250 مليار دولار أي بما يعادل نحو 7% من الناتج العالمي وتوفير نحو 30 مليون وظيفة في عام 2013م، وتدرجها الدول ضمن خططها الاستراتيجية للنهوض باقتصادها واعتبارها قوة ناعمة ودراسة حرفة الفخار من منظور الحرفة المشاركة في التراث المصري بمراحل العمل بها وأساليب إنتاجها وما تقوم به من أدوار مختلفة في الجوانب المختلفة للمجتمع سواء أكانت اقتصادية وثقافية واجتماعية إلى غير ذلك

ويأخذ البحث قرية النزلة بالفيوم- مصر كدراسة حالة لمناقشة مشكلة البحث بعمق كواحدة من أهم المناطق التي تشتهر بهذه الحرفة وتميزها بمنتجاتها الفريدة، إضافة إلى تميز هذه المنطقة بطريقة تشكيلها الفريدة لبعض الأواني الفخارية وأساليب الحريق. والسعي لمحاولة توثيق مراحل العمل بحرفة الفخار التي تكاد تندثر بهذه المنطقة وأن يكون مرجعيا ثقافيا.