إن التطور التكنولوجي هو عنصر من عناصر عملية التعلم الحديثة، ومع ظهور جائحة كورونا وارتباط شبكات الإنترنت بحياة الإنسان بشكل يومي، وإضطرار الإنسان إلى اللجوء إلى التواصل عن بعد، أصبحت التكنولوجيا عنصر أساسي في عملية التعلم عن بعد، ونتيجة لهذا التغير ظهرت العديد من الوسائل التي ساهمت في إثراء عملية التعلم الإلكتروني عن بعد سواء كان التعلم متزامن أو غير متزامن.

وبالتالي تحورت العملية التعليمية، فمن التركيز على أن المعلم هو محور للعملية التعليمية، تحول التركيز إلى أن المتعلم هو محور العملية التعليمية، ومن هنا ظهرت العديد من الوسائل التي تمكن المتعلم من الحصول على المعرفة دون وجود فعلي في الصف، أوتفاعل مباشر مع المعلم، ومن هذه الوسائل هي الوسائط المتعددة، والتي من خصائصها خفض العبء المعرفي لدى المتعلم، وقد ظهرت العديد من النظريات المعرفية الإدراكية التي من شأنها تنظيم عملية التعلم القائم على الوسائط المتعددة مثل النظرية المعرفية للتعلم من الوسائط المتعددة، والتي تم بنائها على نظرية الترميز المزدوج ومبادئ الذاكرة العاملة للمتعلم.

وتعتبر المحتويات التعليمية المتحركة كجزء من منظومة الوسائط المتعددة هي أحد الوسائل المستخدمة في توصيل الجوانب المعرفية للمحتويات التعليمية، فهي تحتوي في بعض تكويناتها الممتزجة على المحتوى البصري الجرافيكي المتحرك الذي يتنوع ما بين الرسوم المتحركة والنصوص الحركية، وأيضا المحتوى السمعي الذي يتنوع ما بين الحوار اللغوي المنظم والمؤثرات الصوتية، ومن هنا تظهر مشكلة البحث في إبراز الدور المعرفي والجمالي الذي تساهم فيه التصميمات الجرافيكية المتحركة كأداة لإثراء المحتويات التعليمية المتحركة في عملية التعلم الغير متزامن عن بعد، ومدى فعاليتها في خفض العبء المعرفي لدى المتعلم.

الكلمات المفتاحية: التعلم عن بعد – التعلم الإلكتروني – التعلم الغير متزامن – التصميمات الجرافيكية المتحركة – الوسائط المتعددة - الفيديو التفاعلي – التطبيقات التفاعلية.