في عالم التصميم المحوسب (Computerised Design) الذي يتسم بالكمال، عندما يتعطل البرنامج أو يحدث فيه خلل تكون فرصه للمصمم ليستغل مواطن الخلل تلك بشكل أكثر إبداعًا، حيث يمكن أن ينتج عن تلف الكود الثنائي (Binary Code) بعض التأثيرات الجذابة التي يعمل الفنانون علي الاستفادة منها في تصميماتهم، وهو ما يطلق عليه فن الجليتش (Glitch Art)، ويتميز هذا الأسلوب البصري بإستخدام مواطن الخلل البصرية أو الأخطاء الرقمية أو التناظرية، سواء في الصورة الثابتة أو المتحركة للأغراض الجمالية، سواء كان ذلك الخلل مقصودًا (أي جليتش مزيف (Faking Glitch) حيث يتم الحصول على جمالية مماثلة من خلال التصميم)، أو عن طريق إتلاف البيانات الرقمية أو التلاعب المادي بالأجهزة الإلكترونية أو البرامج، أو القيام بإلتقاط صورة للخلل عند حدوثه بشكل عشوائي غير متوقع عن طريق الصدفة (جليتش حقيقي داخل النظام دون تدخل بشري) للحصول علي مثل هذه الأخطاء.

فقد أدى التشويه غير المقصود الناجم عن الإنهيار الرقمي إلى نوع فرعي كامل من التصميم الجرافيكي يعد فرصة عظيمه للعلامات التجارية، فلا يقتصر الأمر على أن الشكل مذهل من الناحية المرئية فحسب، بل إن الطبيعة الاستفزازية الكامنه لفن الجليتش تخلق صورة لا تُنسى للمنتج، على الرغم من أن هذا الشكل الفني الذي يركز على قيام الفنان به بنفسه إلا أنه يبدو عشوائيًا وكأنه يعمل بدون إرشادات ،هذه الطبيعه التجريبية للغاية تعد أحد الجوانب الأكثر جاذبية لهذا الشكل الفني، وعلى الرغم من أن عملية إحداث خلل كبير مهمة صعبة إلا أن الإبتكار الجمالي الذي يحققه المصمم يستحق الجهد المبذول.

مشكلة البحث: تقلص الجانب التجريبي الجمالي في التصميمات الجرافيكية مع تقدم التكنولوجيا.

هدف البحث: إثبات أن التقنيات الإلكترونية لا تزال وسائل مفتوحة للتعبير والإبداع مما يعمل علي خلق سبيلًا آخر للمصممين لإعادة تصور المنتجات والشعارات والتيبوجرافي الخ....

أهمية البحث: تكمن في حث المصممين علي التجريب في التصميمات الجرافيكية وإبراز جماليات البرمجيات على المستوى المفاهيمي والجمالي.

منهج البحث: منهج تاريخي وصفي .

حدود البحث: أواخر القرن العشرين حتي وقتنا الحالي .