تمثل البيئة المکتبية محطة هامة في حياة الموظف العامل بداخلها بما لها من جوانب وآثار سيکولوجية وفسيولوجية على شخصه وعلى أداءه، ومن هنا کانت فکرة الأولوية لهذا الإنسان في مساعدته للوصول لاختيار بيئته المناسبة له ولطبيعة عمله، ليترجم هذا المبدأ عدد من النظريات الداعمة لهذه الفکرة بتصورات مختلفة کان من ضمنها نظرية المستخدم مرکزاً للتصميم، لتدور عناصر التصميم المختلفة حول فلک المستخدم في تلبية متطلباته الثابتة والمتغيرة مع تبني العديد من جهات التصميم الداخلي والأثاث لهذه النظرية وتطبيقها بصور مختلفة في أعمالهم ومنتجاتهم التصميمية.
ويمثل ما سبق حافزاً لعمل مسح دراسي علمي وميداني للوقوف على جانبي المشکلة ( المتطلبات – الحلول). وحيث أن إحتياجات العنصر البشري في البيئة الإدارية المعاصرة ذات خواص معقدة، فالنتيجة بالتبعية هي مساعي مکثفة للوصول لحلول ملبية لهذه الإحتياجات والمطعمة بمستويات من الراحة والرفاهية المتفاوتة في العديد منها. وتناول البحث للقضية کان متمثلاً في استعراض عناصر جانبي المشکلة من خلال الرؤية المعاصرة لتصميم بيئة العمل وأنواع الأشطة الرئيسية بها والتخطيط الفراغي لها مع الوضع في الإعتبار المعايير الوظيفية العامة. کل ذلک من خلال مبادئ نظرية المستخدم مرکزًا للتصميم الساعية لتحقيق متطلبات الأمان والخصوصية وتحقيق الذات وإثارة الإنتباه والتقدير وسهولة التفاعل والشعور بالسعادة کمتطلبات رئيسية عامة. لتترجم الحلول في التصور المتمثل في العناصر التصميمية ونظم التأثيث المعبرة عن هذه النظرية.
هذه الحلول المنطقية في مجملها ما هي إلا وسيلة لتلبية الإحتياجات الحالية الشائعة، وبالتالي فليس هناک قطعية لا في المتطلبات وکل ما يستجد يستلزم إعادة التفکير في الحلول المقترحة، بل بالإضافة لذلک تقدم الرؤى المستقبلية ، وهذا ما يبرر التنوع الکبير جدا في المقترحات الخاصة بالتصميم الداخلي والأثاث الإداري تحديداً.