إن القرارات التصميمية عادة ما يغلب عليها الاهتمام بالنواحي الاقتصادية والمادية وتجاهل أو إغفال النواحي الاجتماعية والإنسانية (السلوک الإنساني)، وبالتالي يحدث تجاهل لاحتياجات ومتطلبات الأفراد المستخدمين (تلاميذ التعليم الأساسى)، وذلک يتعارض تماما مع آراء المستخدمين لتلک الفراغات وأيضا المتخصصين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع عن دور العمليات التصميمية في تحقيق بيئة مادية مناسبة للسلوک الإنساني لمستخدمي تلک الفراغات (المبنى المدرسي). إن تجاهل متطلبات المستخدمين من جهة وسلوکيات المستخدمين من جهة أخري يخلق فراغا غير کفء وغير محقق للأهداف الجمالية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والترفيهية. إن من الضرورى معرفة متطلبات واحتياجات التلاميذ وسلوکياتهم لتحقيق فراغات ناجحة، حيث يعتبر هذا عاملاً أساسياً في نجاح المبانى المدرسية باعتبار أن الإنسان يؤثر ويتأثر بالبيئة المادية. ومن هذا المنطلق يتضح ضرورة اهتمام المصممين العمرانيين بعملية تصميم المبانى المدرسية من منظور قائم علي الاعتبارات الإنسانية السلوکية، کما أن هناک ضرورة لتکامل الدراسات الخاصة بالبيئة المادية مع الدراسات الإنسانية (السلوک الإنساني) في تصميم الفراغات لتحقيق الوظائف المادية والمعنوية لتلک الفراغات. فالبيئات التعليمية تؤثر في خلق الجو النفسي المساعد على تعليم التلاميذ وتشجيعهم على الابداع، وتعتبر اساسا قويا في اعداد جيل واع يساعد على نهضة المجتمع وتقدمه. ومن هنا تاتي ضرورة الاهتمام بهذه البيئة (المتمثلة بالفراغات التعليمية)، اللذي صار الاساس في تطوير البيئة التعليمية المعمارية، والتى هي جزء من التطوير التربوي والتعليمي. إذ أجريت العديد من الدراسات لمعرفة العلاقة بين المشاکل السلوکية للتلاميذ والفراغات الهندسى للمبنى التعليمى، لذلک أکد العديد من الباحثين ضرورة تطوير الفراغات الهندسية للمبنى التعليمى والإهتمام بتنفيذها وتطويرها بما يتواکب مع إحتياجات العصر لتنتج مدارس أکثر جذباً للتلاميذ. وعلى ضوء ذلک تحددت مشکلة البحث في الحاجة الى معرفة تأثير التصميم الداخلى على سلوک الطلاب وتحصيلهم وأدائهم العلمي.