الدلالات النفسية والتعبيرية لرسوم أحلام المدمنين
إعداد : أ.م.د/ سهام بدرالدين زيدان
أستاذ علم النفس التربية الفنية والعلاج بالفن المساعد – کلية التربية الفنية – جامعة حلوان
تعد الاحلام نوعاً من النشاط العقلى الذى يحدث داخل المخ خلال النوم، وهو يختلف فى تفاصيله وصوره من شخص لآخر کلاً تبعاً لظروف حياته وتنشئته الأجتماعية، وقدراته العقلية، وأفکاره، حيث تضم الاحلام العديد من الصور المرئية التى تعبر عن اليوم السابق أو أحداث ماضية فى حياة الإنسان، أو أفکاره وطموحاته. لذلک تعتبر الأحلام من الظواهر الطبيعية والصحية للمحافظة على قدراتنا العقلية بقوتها بعد الاحداث اليومية المتوترة التى تحدث أثناء اليقظة .
تعتبر ظاهرة الأدمان على المخدرات من الظواهر التى شغلت العديد من الباحثين فى العالم کافة، وذلک نظراً لخطورتها الفادحة على کافة الجوانب فى حياة الشخص والمجتمع، فهى خطر يهدد مقومات أى مجتمع وما به من شباب فى مرحلة الزهور، مما يؤدى إلى تصدع الاسر والمجتمعات بصفة عامة. حيث يؤدى الأدمان إلى بعض التغيرات فى شخصية المدمن کالاحباط، والاضطرابات النفسية والاجتماعية مما يؤثر سلباً على طريقة توافقه وتکيفه مع البيئة المحيطة، لذلک تعد الأحلام وسيلة من وسائل التنفيس ونقل الصور العقلية المرئية.
فالرسوم مصدر خصب لتجسيد الأنفعالات وإبراز الحاجات التى يعانى منها الفرد ومن عدم تحقيقها، فالفن يکشف أغوار اللاشعور لمعرفة العوامل الماضية التى لها دور مؤثر فى شخصية الفرد. حيث يعمل على إکساب الشخص هذا التوازن بينه وبين البيئة عن طريق ما يحققه من عمليات تنفيسية تتم من خلاله. وذلک لما تتيحه للفرد من فرص الأسقاط لمکنوناته النفسية الداخلية ومفهومه عن الذات وعن الأخرين والتنفيس عن إنفعالاته وتجسيد عواطفه عن طريق الرموز الشکلية والبصرية.