أصبح الذکاء الاصطناعي اليوم مفهوماً متداولاً في العديد من المجالات العلمية التقنية والعلوم الإنسانية فوجود الهواتف الذکية بين أيدينا خير دليل على ذلک حيث أصبح من الضروري اقتناء أجهزة ذکية والتعامل ببرامج معلوماتية ذکية، کما يعد الذکاء الاصطناعي من أکثر المجالات نجاحاً في الوقت الحاضر حيث خرج من طور البحث إلى حيز التطوير والتوظيف.
بدأ الذکاء الاصطناعي في أخذ محور الاهتمام عندما أُعتبر طفرة علمية خلال العقدين الماضيين نظراً للمهارات والإنجازات الفائقة التي نتجت عنه في مجالات متعددة منها الطب ومنظمات الأعمال التجارية والصناعية والتعليمية والأنظمة الأمنية، فالذکاء الاصطناعي أو التعلم الآلي يعتمد على الخوارزميات بغرض محاکاة عملية التعلم البشري، بحيث يدخل في جميع المجالات التي تحتاج الى التفکير المنطقي والمعرفة والتخطيط والإدراک الافتراضي القائم على تطبيق النظريات واختيار الحلول الصحيحة، والتسويق هو أحد هذه المجالات حيث يقود الذکاء الاصطناعي في التسويق والإعلان بعضًا من أکبر الطفرات التکنولوجية الحالية.
وقد تأثر مجال التسويق والإعلان بالذکاء الاصطناعي فتبني نمو الذکاء الاصطناعي وتطويره أمر بالغ الأهمية للجهود التسويقية والإعلانية، حيث تستخدم المؤسسات برامج الذکاء الاصطناعي لتحسين کفاءتها وتقليل النفقات وتحسين صورتها الذهنية لدى المتلقين، مما ساعد في تطوير التصاميم والهياکل التشغيلية للمؤسسات.
ومفتاح نجاح الحملات التسويقية يکون من خلال تحليل نوعي لبيانات المتلقين ودراسة الفئة المستهدفة وعلى الرغم من أن الذکاء الاصطناعي يُستخدم من خلال مجموعة کبيرة من التطبيقات في العديد من المجالات العلمية فإن کمية البيانات التي يتم تجميعها يوميًا تمنح الفرصة لتحليل وتصميم وتنفيذ استراتيجيات تسويقية تهدف إلى تطوير أنماط صنع القرار القائمة على المعرفة الذکية، وتتمثل فاعلية تطبيقات الذکاء الاصطناعي في التخفيف من المخاطر المحتملة للحملات الاعلانية والمنافسين من خلال تحليل العديد من البيانات والقيام بالإحصاءات للتقليل من نسب الخطأ.
يهتم البحث بالتأکيد على الدور الحيوي الذي يلعبه الذکاء الاصطناعي في جعل التسويق أکثر ذکاءً وتأثيرًا وملائمةً للمتلقي، ولذلک من المتوقع خلال الفترة القادمة أن يتحول الذکاء الاصطناعي إلى ميزة أساسية وفعالة وذلک من أجل تعزيز الوجود والمنافسة الإعلانية