تسبب انتشار جائحة الکرونا في جميع أنحاء العالم في حدوث تغييرات کبيرة في شتي المجالات. اضطرت العديد من الشرکات إلى التوقف عن العمل وفقًا لمعايير العمل المعتاد عليها ونقل موظفيها إلى وضع الاتصال بالإنترنت والعمل بالمنزل. وبالتالي تطلب ذلک الحاجة الي تطوير تصميم مکان العمل لاستيعاب هذه التغييرات الطارئة. لجأت العديد من الشرکات والمکاتب إلى تدابير غير اعتيادية لتمکين موظفيها من مزاولة العمل بالمکتب مرة اخري وکذلک للحفاظ على السلامة المطلوبة لموظفيها عند تواجدهم بمقر العمل. ينظر هذا البحث في تأثير جائحة الکرونا على تصميم المساحات المکتبية والمکاتب، مع الترکيز بشکل خاص على دراسة الحالة في المملکة العربية السعودية. يُشرک البحث أصحاب المصلحة من خلال الاستبيانات والتحليلات لتعکس الأساليب المختلفة والتدابير التي تتخذها الشرکات وأصحاب المکاتب من أجل ضمان عودة آمنة لموظفيها إلى مقر العمل، ومن أجل توليد الدروس المستفادة المطلوبة للعودة للمکتب بعد الجائحة. تعتمد الورقة استخدام کلا من الدراسة الکمية الوصفية وأيضا ا الدراسة النوعية التحليلية. يرکز الجزء الکمي الوصفي من الدراسة على توفير البيانات الأولية المتعلقة ببيئة مساحة العمل، و أيضا علي تقييم حالة الوظيفة المساحية لمقر العمل وإبراز التعديلات التي تم اعتمادها من أجل الامتثال للمعايير والمتطلبات الجديدة. من ناحية أخرى، يقدم الجزء النوعى التحليى من الدراسة دراسة متعمقة تتضمن مقابلات خاصة مع أصحاب الأعمال و المکاتب، من أجل التفکير في الأساليب المعتمدة المختلفة وخلق فهم أفضل لمتطلبات ما بعد جائحة الکرونا. وأخيرا من تحليل البيانات، تختتم الورقة بالدروس المستفادة التي من شأنها تحسين تصميم مساحة العمل المکتبية، وتزويد الموظفين ببيئة عمل أفضل وأکثر صحة يمکن أن تحافظ على أي حالة إثارة مماثلة وتجعل المکتب أکثر کفاءة على المدى الطويل.