الوصول للمجتمعات العمرانية المستدامة صار هدفاً عالمياً تسعى کل البلدان لتحقيقه فهي مجتمعات صحية ومؤثرة تأثيرا إيجابيا على سکانها، وفي ضوء ذلک تم مؤخراً تحديد مجموعة من الأهداف التي تسعى التنمية المستدامة لتحقيقها، ونظراً للفوائد العديدة لتحسين جودة الحياة في المجتمعات العمرانية، کما تخضع المدن للتصميم العمرانى المستدام لعدد من القضايا (العمرانية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية) وفق لرؤية مستقبلية مستدامة ، حيث يعد التصميم العمرانى المستدام من أهم طرق وأساليب التصميم الحديثة التي تمثل نظرية مرجعية لتحقيق الاتزان العمرانى وتستحضر التحديات البيئية والاقتصادية وخفض تکاليف التشغيل والصيانة وتوفير بيئة عمرانية امنة، فکان التوجه نحو مفهوم الاستدامة والذي يمثل بدوره مطلبًا عالميًا ضروريًا للوصول إلى بيئة سليمة صحيا واجتماعيا وعمرانيا وبيئيا تناسب جميع فئات الاسکان في المجتمع ، ولقد تناول البحث مفهوم الاستدامة والمبادئ الاساسية للتنمية المستدامة ومميزات المجتمع المستدام مع الاخذ فى الاعتبار مفهوم المجتمعات العمرانية المستدامة وابعادها والتطرق للمبادى والمعايير الأساسية للتخطيط العمرانى المستدام بعناصرة المختلفة من حيث اختيار النسيج العمرانى وشبکات الحرکة والفراغات العمرانية والمبادئ البيئية باستخدام موارد الطاقة المتجددة الجديدة والمتجددة واستخدام أنظمة وتقنيات حديثة موفرة للمياه والحفاظ على البنية التحتية والاستفادة من معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار وإعادة تدوير المواد واستخدام مواد صديقة للبيئة ، مع فصل المخلفات بطريقة واقية للبيئة لامکانية التخلص من النفايات واعادة تدويرها و تصميم المساحات الخضراء واستخدام النباتات الصديقة للبيئة والأشجار المحلية المثمرة قليلة الاستهلاک للمياه لتحقيق جودة البيئة للفراغات العمرانية (المسطحات الخضراء) ، ثم دراسة استدامة المجتمعات العمرانية الخضراء المغلقة عالميا وفق للمبادئ المقترحة مع مدخل لتحليل الأبعاد العمرانية والاقتصادية والاجتماعية ، ثم دراسة حالة عالمية لمجتمع عمرانى حاصل على جوائز بيئية ومقيمة من قبل جهات منظماتى الاعتماد والتقييم للاستدامة بمدينة کالجارى فى کندا تم تطبيق محاور التخطيط المستدام لتحقيق الاستدامة العمرانية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتلبية الاحتياجات الانسانية وتحقيق الاکتفاء الذاتى لتکون امنة وقادرة على الصمود وتحقيق مجتمعات مستقبلية مستدامة.