تسعى الدِرَاسَةِ لتحقيق هدف رئيسي يتمثل في قياس "تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي في استهداف وتشكيل توجهات الشباب المصري نحو قضايا الرأي العام"، ويتشكل مجتمع الدراسة من جمهور الشباب المصري الذي لديه الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ونظرًا لكبر حجم مجتمع الدراسة، تم سحب عينة عمدية 400 مفردة من جمهور الشباب المصري الذي يتعرض ويُتابع تقنيات الذكاء الاصطناعي من مختلف المستويات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، وتمثلت مجتمع المقابلات المتعمقة في (25 مُفردة) من الخبراء المصريين الإعلاميين، لذا سيتم سحب هذه العينة من بعض المؤسسات الإعلامية المصرية التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل قناة القاهرة الإخبارية، وقنوات النيل الإخبارية، وقنوات التليفزيون المصري، وقناة إكسترا نيوز الإخبارية، وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج، من أهمها:

يشير تحليل نتائج المقابلات إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي يعزز بشكل ملحوظ جودة المحتوى ودقة استهداف الجمهور، حيث تسهم هذه التقنيات في تخصيص المحتوى ليتوافق مع تفضيلات الجمهور، مما يزيد من فاعلية الرسائل الإعلامية، ويساعد القنوات التلفزيونية على تقديم أخبار جذابة ودقيقة. ومع ذلك، يواجه الإعلام الرقمي تحديات كبيرة مرتبطة بسرعة التطور التكنولوجي والمنافسة العالية، مما يفرض ضغوطًا على العاملين في هذا المجال لمواكبة الابتكارات الحديثة، مثل استخدام الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في التصوير والتحليل، كما أن هناك مخاوف واضحة من تأثيراته السلبية المحتملة، مثل تحيز المحتوى وتهميش الخبرة البشرية، إضافة إلى إمكانية التأثير في الرأي العام بشكل غير متوازن.
توضح نتائج الدراسة الميدانية أن نسبة كبيرة من الشباب المصري تعتمد بشكل كبير على التطبيقات الذكية في إتمام المهام الدراسية والتعليمية، حيث بلغت نسبة هؤلاء 71.8% من العينة. هذا الاعتماد يعكس تأثير هذه التطبيقات في تحسين الأداء التعليمي وتسهيل الوصول إلى المعرفة بطرق مبتكرة. وتبين أن نسبة 48.8% من عينة الدراسة تتابع المحتوى التلفزيوني الذي يناقش قضايا الرأي العام ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، بينما يتابع 38.2% هذا المحتوى بشكل غير منتظم، و13% يتابعونه بشكل نادر. كما كشفت البيانات عن ارتفاع مستوى إدراك العينة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المحتوى التلفزيوني، حيث أشارت نسبة 61% إلى وعي مرتفع بهذه التقنيات وتأثيرها في تناول القضايا العامة، في حين كان مستوى الإدراك متوسطًا لدى 31%، ومنخفضًا لدى 8%.، وتشير النتائج إلى الحاجة لتعزيز الوعي والتدريب على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل ومتابعة قضايا الرأي العام. كما أبرزت عينة الدراسة أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديث وتغطية قضايا الرأي العام بسرعة وفاعلية، وتعزيز تجربة المشاهدة من خلال إثراء المحتوى بالحقائق والمعلومات، وتنويع آليات التفاعل مع المحتوى الإعلامي. في النهاية، تعكس هذه النتائج تأثير الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التغطية الإعلامية وزيادة تفاعل الجمهور مع المحتوى، مما يعزز من أهمية دمج هذه التقنيات في الإعلام لتحسين تجربة المشاهد وتقديم محتوى أكثر دقة وتفاعلية.