تسعى الدراسة للتعرف على العوامل المؤثرة على تغطية الصحفيين للجنازات والعزاءات باستخدام صحافة الجوال في نقل المشاهد الجنائزية؛ باعتبارها المتغيرات الأبرز في تحديد تأثيرات المواقع الإلكترونية في معارف الجمهور واتجاهاتهم، وبوصفها متغيرًا يشتمل على أبعاد تتعلق بالقائم بالاتصال، وخصائص الرسالة المقدمة، وطبيعة الوسيلة الإخبارية؛ من خلال التغطية الإعلامية لعدد من الجنائز البارزة شغلت اهتمام الجماهير خلال فترة الدراسة، والتي طرحت مضامين مهمة وأفرزت قضايا أكثر أهمية.
      والدراسة تعد جزءًا من اتجاه بحثي واسع يسعى إلى الكشف عن تأثير ظاهرة جديدة مرتبطة بالصحفيين، تنير المساحات الغامضة بين الاتصال الشخصي للصحفيين وأنماط التفاعلية، وتأثير هذا التفاعل في الكشف عن أبعاد ظاهرة جديدة آخذة في النمو بدأت مؤخرًا في طرح العديد من المفاهيم والوظائف الجديدة في المجال الإعلامي.
      تمثلت أهم نتائج الدراسة في تحديد معايير وضوابط تصوير الجنازات في ضرورة الحصول على الموافقات قبل التصوير والتغطية والإقلال من صوت الكاميرا وأجهزة المحمول أثناء التصوير، وارتداء الملابس والألوان الملائمة للجنائز والعزاءات، وعدم مطاردة المصدر، واستخدام الصور البعيدة غير القريبة لعدم مضايقة الحضور والمشاهير، والالتزام بالأماكن المخصصة للمراسلين ومندوبي المواقع والصحف الإلكترونية خلال التغطية، وعدم رصد انفعالات وبكاءات أهل المتوفَّى بصورة مبالغ فيها واقتحام خصوصياته.
    وتمثلت أهم التجاوزات والانتهاكات لتغطية العزاءات والجنائز في حضور العزاءات بكاميرات مجهولة ودون تصريح، وتصوير المتوفَّى وعدم احترام حرمة الميت، ونشر حوارات بين المعزِّين الحضور دون إذن، وعمل لقاءات مع أهل المتوفَّى بشكل استفزازي غير مهني.