هدفت الدراسة إلى رصد وتحليل أطر الخطاب الصحفي الآسيوي إزاء قضية الإيغور في الصين خلال عام 2022، والتعرف على أبرز الأطروحات الواردة بها، والكشف عن الأطر التي تم توظيفها في الخطاب الصحفي الآسيوي؛ للوقوف على أوجه التشابه والاختلاف بين تغطية الصحف عينة الدراسة. وتنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية. واستخدمت منهج المسح الإعلامي وأسلوب المقارنة المنهجية، واعتمدت على أداة تحليل الخطاب؛ للكشف عن مختلف التوجهات الفكرية التي عكستها معالجات الصحف الآسيوية عينة الدراسة حول قضية الإيغور؛ عن طريق رصد الأفكار والآراء المطروحة داخل المعالجة الصحفية لأسباب القضية ونتائجها وحلولها وسيناريوهاتها المستقبلية؛ من خلال الأدوات التالية: تحليل القوى الفاعلة والأطر المرجعية. وقامت الباحثة باختيار صحيفة (جلوبال تايمز الصينية، وتايمز أوف إنديا الهندية، وستار الماليزية)؛ نظرًا لاهتمام هذه الصحف بقضية الإيغور وتقديمها رؤى متباينة نظرًا لاختلاف التوجهات السياسية لكل منها.
     وخلصت الدراسة إلى اختلاف الصحف عينة الدراسة في توظيف الأطر المستخدمة لتقديم أزمة الإيغور؛ حيث جاء تأثير التوجه السياسي والأيديولوجي للصحيفة منعكسًا بوضوح على الإطار المستخدم في الخطاب الصحفي، فاعتمدت جلوبال تايمز الصينية على توظيف إطاري الصراع والمؤامرة ليحتلا المرتبة الأولى والثانية؛ وهو ما يتفق مع التوجه السياسي للصحيفة الذي يستهدف تسليط الضوء على الصراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، مع التركيز على المحاولات المستمرة من الغرب للتآمر من أجل تشويه سمعة الصين، بينما اعتمدت التايمز أوف إنديا على إطاري المسؤولية والمصلحة الوطنية في ضوء مساعي الهند لإبراز أهمية تحمل المسؤولية تجاه أزمة الإيغور، مع الوضع في الاعتبار عدم تصويت الهند على قرار التحقيق في الأوضاع الإنسانية بالصين؛ انطلاقًا من اعتبارها شأنًا داخليًّا لا يحق للدول الخارجية التدخل فيه. واعتمدت صحيفة ستار الماليزية على إطار الصراع بشكل أساسي؛ حيث قدَّمت الصحيفة انتقادات الصين لتقارير الأمم المتحدة بشأن شينجيانج كأداة سياسية، واتهامات الأمم المتحدة للصين كدولة تنتهك حقوق الإنسان في شينجيانج، وإدانة البرلمان الياباني سياسات الصين بشأن الإيغور.