استهدفت الدراسة الحالية رصد الممارسة الصحفية للمؤسسات الإخبارية في تقصي صحة الأخبار في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح، واستُخدِم على مستويين؛ الأول: لرصد وتحليل المحتوى الإعلامي الذي تقصت عنه المؤسسات الإخبارية المتخصصة في تقصي صحة الأخبار، وتمثلت في الموقع الإلكتروني لكل من: خدمة رويترز لتقصي الحقيقية، وخدمة تقصي صحة الأخبار من فرانس بس، والمستوى الثاني: عبر مسح عينة من الصحفيين للتعرف على ممارستهم الصحفية في تقصي صحة الأخبار في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتصوراتهم للظاهرة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها: تصدر الأخبار السياسية مقدمة الأخبار المضللة التي انتشرت خلال فترة التحليل، وذلك لكثرة الأخبار التي تناولت أحداث الحروب والصراعات السياسية وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، وتوصلت نتائج الدراسة الميدانية إلى أن المنصات الرقمية للمؤسسات الإخبارية المتخصصة في تقصي صحة الأخبار لم تنجح بعد في القضاء على انتشار الأخبار الزائفة والحد منها, كما أشارت النتائج إلى أن غياب الوعي المجتمعي بطرق التزييف المتبعة لتضليل الجمهور، واعتقاد الجمهور بوجود مصادر خارجية كاشفة لما تعتم عليه وسائل الإعلام، وكذلك غياب التطبيق الفعلي للتشريعات والقوانين الرادعة لمروجي الأخبار الزائفة، من أهم العوامل المسببة لاستمرار انتشار الأخبار الزائفة، كما بيَّنت النتائج محدودية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقصي صحة الأخبار داخل المؤسسات الإخبارية.