هدفت هذه الدراسة إلى التعرف والفحص النقدي للخطاب الطبي للبرامج التليفزيونية وتفكيكه، واستقراء أطروحاته المتعددة، ودوافع هذه الأطروحات والقضايا، ودرجة ارتباط الخطاب الطبي بسياقاته الصغرى والواسعة، وماهية السلطة التي تقف وراء هذا الخطاب، وأنواع وصنوف القوى الفاعلة فيه؛ وفي هذا الإطار جرى الاستعانة بمنهج التحليل النقدي للخطاب الإعلامي للبرامج الطبي، وتم اختيار برنامج "الدكتور" كعينة عمدية ممثلة للبرامج الطبية وعلى مدار ثلاثة أشهر، وهي: أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2023، وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية: - تصدرت أطروحة أو فئة التجميل وتحسين الأداء قائمة الموضوعات أو الأطروحات، وجاءت في المرتبة الثانية أطروحة الطفولة والأمومة، وفي المرتبة الثالثة حلَّت أطروحة أو فئة الصحة الجنسية والعلاقة الزوجية وما يتصل بها، فيما جاءت فئة الأمراض المزمنة وطرق التداوي منها. - سيطرت جملة من السمات العامة والكلية على الخطاب الطبي بعامة، ومنها؛ اعتماد الخطاب على مصطلحات علمية وطبية، أيضًا الموثوقية والقطعية العلمية. - هيمنت مجموعة من القوى الفاعلة في توجيه الخطاب الطبي؛ ومن ذلك سيادة النزعة الإشهارية والإعلانية التي ترتبط بسيادة ثقافة الاستهلاك التي يتسم بها العصر، واتساقًا مع الطابع الرأسمالي المتمثل في الترويج للأطباء والخدمات الطبية وشركات الأدوية، وكذا السلطة العلمية والثقافية والإيديولوجيا؛ وهو ما تجلى في فئة التجميل وتحسين الأداء تحديدًا، التكنولوجيا ونفوذها الهائل كما وضح في جميع فئات الخطاب الطبي. - زاوجت مسارات البرهنة واستراتيجيات الإقناع المستخدمة في بنية الخطاب الطبي بين العقلانية أو العلمية البرهانية.