هدفت الدراسة الحالية إلى رصد تأثير الكيفية التي تدير بها وسائل التواصل الاجتماعي المنشورات المتعلقة بالحرب على غزة 2023 "طوفان الأقصى" في المزاج العام لمستخدميها، وتحقيقًا لهذا الهدف استُخدمت استبانة إلكترونية على عينة قوامها (426) مفردة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة المسح بالعينة، واستندت الدراسة إلى نظريتي إدارة الحالة المزاجية، والاعتماد على وسائل الإعلام، لتفسير النتائج، واستخدمت مقياس إليسبارك وبار Elsbach & Barr (1999) لقياس الحالات الشعورية لعينة الدراسة، وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج، أهمها: أن وسائل التواصل الاجتماعي جاءت في مقدمة المصادر التي يعتمد عليها عينة الدراسة لمتابعة أخبار طوفان الأقصى، كما أشارت النتائج إلى وجود توجه متحيز لدى أغلب وسائل التواصل الاجتماعي في إدارة منشورات طوفان الأقصى، وقد جاءت التطبيقات التابعة لشركة Meta في مقدمة هذه الوسائل، وقد تنوعت الإجراءات التي اتخذها عينة الدراسة لمواجهة تحيز وسائل التواصل الاجتماعي ما بين إجراءات للتحايل على سياسة هذه الوسائل، أو محاولات للضغط على مُلَّاك هذه الوسائل، ومنها إطلاق وسوم (هشتاج)، أو تنظيم حملات لوضع تقييم سلبي لهذه التطبيقات، أو اللجوء لمواقع الأخبار الرقمية، وقد سادت حالة مزاجية سلبية بين عينة الدراسة بعد تعرضهم للمنشورات المتعلقة بطوفان الأقصى على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ سادت مشاعر الحزن، والغضب، والقلق والتوتر، والإحباط واليأس بينهم، وقد جاءت هذه الحالة نتاج الكيفية التي تدار بها هذه المنشورات، كما ثبت وجود علاقة ارتباطية طردية بين مستوى رضا عينة الدراسة عن إدارة وسائل التواصل لمنشورات طوفان الأقصى، واعتقادهم بحياديتها ومزاجهم العام.