شكَّلت حرب ما بعد السابع من أكتوبر على قطاع غزة خطرًا داهمًا على الإعلاميين الفلسطينيين، بسبب حرصهم على تغطية أخبار ما تفعله إسرائيل من انتهاكات لحقوق المدنيين، وممارستها للإبادة الجماعية لسكان القطاع، وبات ذلك تحديًا كبيرًا للإعلاميين في القطاع، الذين أصبحوا عرضة لجميع أنواع العنف. لذلك سعت هذه الدراسة للتعرف على أنواع العنف التي واجهها الإعلاميون في قطاع غزة لتوثيق هذه الانتهاكات، وتأثيرها في سلامتهم، إضافة إلى التعرف على أهمية الدور الذي يمارسه الإعلاميون الفلسطينيون لصالح القضية الفلسطينية، من خلال مقابلات متعمقة مع عدد منهم، لتوثيق دورهم المهم في دعم القضية الفلسطينية رغم المخاطر التي يتعرضون لها.
وتلخصت نتائج الدراسة في أن غالبية أفراد العينة قد تعرضوا للعنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء التغطية بنسبة تصل إلى 98.2%، وتمثلت طبيعة الاعتداءات في (قصف المنازل)، و(قصف مقرات العمل)، و(تهديد لأسرة الإعلاميين والمقربين منهم)، و(المنع من نقل حدث)، كما أشارت النتائج إلى أن أكثر الإصابات التي تعرضوا لها كانت (جروح شديدة وكدمات) بنسبة (63.9)، و(كسور وآلام في الجسم)، بنسب (27.8%)، وأكثر المواقف الضاغطة نفسيًا التي تعرضوا لها كانت (قتل المدنيين)، و(استهداف الصحفيين)، و(القلق على مصير أسرة)، و(تدمير البنية التحتية).