على الرغم من الاهتمام البحثي المتزايد بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الرفاهية النفسية للمراهقين، فإن معظم الدراسات ركَّزت على تأثيرها في الرفاهية الذاتية، في حين كان الاهتمام بدرجة منخفضة بتأثيرها في الرفاهية المعنوية، وهدفت هذه الدراسة إلى فحص العلاقة بين استخدام المراهقين المصريين لوسائل التواصل الإجتماعي  (نمط الاستخدام- كثافة الاستخدام- تقييم آثار الاستخدام) ورفاهيتهم المعنوية (العلاقات الاجتماعية الإيجابية- قبول الذات- الاستقلالية)، من خلال استبانة طُبِّقت على 704 طلاب وطالبات من سن (14-19)، واشتملت الاستبانة على مقياس أبعاد الرفاهية، ومقياس أبعاد الاستخدام، إلى جانب اسئلة أخرى ذات صلة. وتوصلت الدراسة إلى وجود ارتباطات ضعيفة إلى معتدلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (SMU) والرفاهية المعنوية (EWB)، وتتفاوت قوة هذه الارتباطات بناءً على عوامل فردية؛ مثل العمر، والتخصص الدراسي، ونوع منصة التواصل الاجتماعي المستخدمة، بصورة أكثر تفصيلًا، ارتبط نمط الاستخدام بصورة إيجابية (باعتدال) مع العلاقات الاجتماعية الإيجابية، ولكنه ارتبط سلبًا (بضعف) مع قبول الذات،  كذلك، ارتبطت كثافة الاستخدام سلبًا بقبول الذات (باعتدال)، لكنها أظهرت ارتباطات إيجابية ضعيفة بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية والتقييم السلبي لتأثير الاستخدام، إضافة إلى ذلك، لوحظ ارتباطٌ بين التقييم السلبي لتأثيرات الاستخدام وانخفاض مستوى الرفاهية عبر جميع أبعادها المدروسة، وتجدر الإشارة إلى أن قبول الذات أظهر أقوى ارتباط سلبي مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدل على تأثيرات سلبية محتملة في صورة الذات، وفي المقابل، أظهرت العلاقات الاجتماعية الإيجابية أقوى ارتباط إيجابي، مما يسلط الضوء على الفوائد المحتملة للتواصل الاجتماعي، وتؤكد هذه النتائج التعقيد الذي يحيط بالعلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والرفاهية المعنوية، وأهمية مراعاة العوامل الفردية لتقييم تأثيرها، كما أنها  تسلط الضوء على التأثير متعدد الأوجه لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع وجود تأثيرات إيجابية وسلبية في مؤشرات الرفاهية المعنوية.