هدفت الدراسة إلى رصد وتحليل الدراسات الإعلامية العربية والأجنبية الحديثة في مجال البيئة والتغيرات المناخية من مختلف المدارس البحثية على مستوى العالم في الفترة من 2013 حتى 2023م، وتنتمي هذه الدراسة إلى نوعية البحوث الوصفية التحليلية، مستخدمة أسلوب التحليل من المستوى الثاني Meta-Analysis من خلال التحليل الكيفي والكمي لــ (234) بحثًا، وكشفت نتائج التحليل عن:

تفوق الدراسات العربية على الدراسات الأجنبية في المحور الأول من الدراسة والمتمثل في قياس دور وسائل الإعلام في دعم وتعزيز القضايا البيئية المستدامة؛ حيث ركزت الدراسات العربية على المعالجة الإعلامية لقضايا الوعي، والتنشئة الاجتماعية، والثقافة البيئية، في المقابل تفوقت الدراسات الأجنبية على الدراسات العربية في المحور الثاني من الدراسة والمتمثل في الدراسات الإعلامية التي تناولت قضايا التغيرات المناخية؛ حيث ركزت على تغطية وسائل الإعلام لقضايا التغيرات المناخية وقياس تأثيرات واستجابات الجمهور لقضايا التغيرات المناخية.
أكدت النتائج على وجود غياب شبه تام لبحوث استقراء المستقبل في مجال الإعلام البيئي، والتركيز على البحوث الوصفية التي انفردت بها المدرسة العربية والبحوث التجريبية التي تفوقت فيها المدرسة الأمريكية والأوروبية والآسيوية على قدم المساواة، على الرغم من التأثيرات السريعة لقضايا البيئة والتغيرات المناخية على الدول وإلحاق الأضرار بها؛ الأمر الذي يستدعي الوقوف على تلك التأثيرات وتطوراتها بالمستقبل، وكيفية مواجهتها، والحد منها، ومشاركة الرأي العام بها.
وتمثلت الرؤية المستقبلية والأجندة البحثية في الخروج من المنظومة التقليدية للموضوعات البحثية واستشراف آفاق جديدة من الموضوعات البحثية أكثر صلة بواقع التحديات التي تواجه دراسات الإعلام البيئي والتغيرات المناخية؛ وعمل دراسات مستقبلية للتنبؤ بالتطورات الحادثة له، وعمل استراتيجيات يمكن السير وفقها للنهوض بهذا المجال.