يستكشف هذا البحث الدور المحوري للتكنولوجيا في مختلف جوانب حياة الناس، ويسلط الضوء على هيمنة الميزات التكنولوجية، حيث تتم الاتصالات وتنتشر المعرفة وتصاغ الأفكار على نحو اعتيادي في بيئة رقمية، وتؤدي شركات التكنولوجيا والاتصالات الكبرى دورًا حاسمًا في هذا المشهد. ومن خلال الاعتماد على آليات خوارزمية لتتبع تصرفات المستخدم وسلوكياته، فضلًا عن تسجيل البيانات ودمج آثار وجودهم على الإنترنت وعمليات تفاعل الأفراد في البيئة الرقمية في ملف شخصي متكامل، وفي ظل صعوبة إسناد حماية البيانات للقوانين والتشريعات وحدها في هذا الفضاء الافتراضي؛ هدفت هذه الدراسة إلى فهم كيفية إدراك المستخدمين لبصمتهم الرقمية، والأنشطة الرقمية التي تعمل على تشكيلها، فضلاً عن تصوراتهم للتأثيرات المحتملة ومستوى إدارتهم لبصمتهم الرقمية.
وقد أشارت النتائج إلى اعتبار وعي الأفراد أداة داعمة للتحكم في آثاره الرقمية، لا سيما مع وجود عديد من المعلومات يمكن أن تكون حساسة بالنسبة للمستخدمين، مثل المعلومات المالية والحسابات المصرفية، والصور والفيديوهات الشخصية. ولأن المعلومات الشخصية لا تحمل الدرجة نفسها من الأهمية، فإن بعض المعلومات يمكن الكشف عنها أو حجبها وفقًا للمخاطر التي يتصورها المستخدم إزاء الإفصاح عنها أو قناعته بوجود فائدة ستعود عليه، لذا تظهر أهمية وزن القرارات وتطوير المستخدمين لقواعد إدارة بصمتهم الرقمية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
وقد بيَّنت النتائج اعتقاد المبحوثين حول المدد الزمنية التي يسمح لجهات تجميع بياناتهم أن يحتفظوا ببياناتهم، كما بيَّنت النتائج وجود قدر معقول من الوعي لدى المبحوثين بالبصمة الرقمية، إضافة إلى معرفتهم الجيدة بالأنشطة التي تعمل على تشكيلها، كما أظهروا مستوى جيدًا تجاه إدارتها.