تمثلت مشكلة الدراسة في الرصد والقياس شبه التجريبي للتأثيرات الوجدانية والسلوكية الناتجة عن تعرض الشباب الجامعي لصور أزمة تغير المناخ؛ في إطار ثلاثة من المتغيرات الوسيطة وهي: السمات الشخصية للمبحوثن (الانبساط- العصابية)، وخلفيتهم المعرفية، ومستوى اهتمامهم بالحفاظ على البيئة. استخدمت الدراسة المنهج التجريبي والأسلوب المقارن، وطبقت «الاستبانة» على ثلاث مجموعات تجريبية ومجموعة رابعة ضابطة بإجمالي (120) طالبًا جامعيًا، كما طبقت «مجموعات النقاش المركزة» على عينة من (15) طالبًا جامعيًا.  توصلت نتائج الدراسة إلى أن التعرض لصور أزمة تغير المناخ باختلاف أطرها المرئية يؤثر في الاستجابات الوجدانية والسلوكية لطلبة الجامعة، وأوضحت أن كل إطار مرئي من أطر هذه الصور له تأثير مُختلف، حيث تبين وجود فروق ذات دلالة بين المبحوثن في المجموعات التجريبية الثلاث في بعض التأثيرات الوجدانية دون أخرى، أما في حالة التأثيرات السلوكية فبينت النتائج وجود فروق ذات دلالة بين المجموعات التجريبية الثلاث، كذلك بينت النتائج أن مُتغير الأطر المرئية لصور تغير المُناخ يؤثر على مدى إيجابية وسلبية التأثيرات الوجدانية والسلوكية الناتجة عن تعرض المبحوثن لهذه الصور. لم تظهر النتائج وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة دائمًا بين السمات الشخصية للمبحوثين ومدى إيجابية وسلبية التأثيرات الوجدانية والسلوكية الناتجة عن تعرضهم لصور أزمة تغير المناخ باختاف أطرها المرئية، وإن ظهرت هذه العلاقة في بعض الحالات القليلة كما في حالة تعرض المبحوثين لصور أزمة تغير المناخ التي تناولت إطار التأثيرات. أوضحت النتائج أن لمتغير الخلفية المعرفية لدى المبحوثن تأثير دال على معدلات التأثيرات الوجدانية عليهم بعد تعرضهم لصور أزمة تغير المناخ على مستوى كل المشاعر باستثناء المشاعر المتعلقة بالضيق، ولها تأثير دال أيضًا على مستوى معدلات التأثيرات السلوكية، كذلك بينت النتائج وجود علاقة بين مستويات الاهتمام بالحفاظ على البيئة لدى المبحوثين ومعدلات التأثيرات الوجدانية والسلوكية عليهم بعد تعرضهم لصور أزمة تغير المناخ. وأكدت النتائج على أن الصور التي تحوي بشرًا هي أكثر الصور التي تسترعي اهتمام الشباب الجامعي، إلا أنها بينت أن صور تأثيرات تغير المناخ على الرغم من أنها تسترعي اهتمامهم إلا أنها قد تثير لديهم أيضًا الشعور بالعجز وعدم القدرة على مجابهة هذه الأزمة الشرسة.