المستخلص :

   تعيش مجتمعات القرن الحادي والعشرين في عالم «معولم» سريع التغير، «يكتظ» بالتحديات والمتغيرات والتطورات والتحولات الكبرى(الرقمية التكنولوجية، والبيئية والمناخية، والصحية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، المعرفية والمعلوماتية)، مع تزايد حدة العولمة بجوانبها وأنماطها المختلفة والمتداخلة؛ تلك التحديات والتحولات حددت- ومازالت- اتجاهات وتوجهات وأولويات جميع النظم والمؤسسات المجتمعية – ومن بينها النظم التعليمية والبحثية- وطبيعة عملها وأنشطتها وعملياتها وأهدافها وغاياتها الإستراتيجية ومخرجاتها. فالنظم التعليمية ومؤسساتها وإدارتها «كمادة لعلم التربية المقارنة والإدارة التعليمية وبحوثها ودراساتها» تعد نظمًا اجتماعية مفتوحة، شديدة «التأثير والتأثر» بتحديات المجتمع ومتغيراته والقوى والعوامل البيئية المحيطة؛ ومن ثم تمثل تلك القوى والتحديات عاملًا حاسمًا ومحكًا أساسيًا في تحديد تطور توجهات ومجالات وأولويات الدراسة والبحث في التربية المقارنة والدولية والإدارة التعليمية، وعليه هدفت الورقة الحالية إلى تحليل توجهات ومجالات بحوث التربية المقارنة والدولية والإدارة التعليمية بالقرن الحادي والعشرين، واستخدمت الورقة المنهج الوصفي بالطريقة المسحية، معتمدة على أسلوب تحليل المحتوى؛ لمسح وتحليل تلك التوجهات والمجالات في أدبيات التخصص المنشورة بأوعية النشر المتخصصة محليًا وعربيًا وعالميًا، وفي ضوء نتائج المسح والتحليل ومتغيرات وتحديات القرن الحادي والعشرين، تم وضع رؤية مستقلبية لخريطة توجهات بحوث التربية المقارنة والدولية والإدارة التعليمية بمصر.