المستخلص: هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على التنظيم الانفعالي والتعاطف مع الذات وعلاقتهما بالوصمة المدركة لدى عينة من أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمدينة أبها، كما هدفت للكشف عن إمكانية التنبؤ بالوصمة المدركة من خلال التنظيم الانفعالي والتعاطف مع الذات، والكشف عن الفروق في مستويات التنظيم الانفعالي والتعاطف مع الذات والوصمة المدركة لدى عينة الدراسة وفقًا لبعض المتغيرات الديموغرافية (عمر الأم، والمستوى التعليمي للأم، والمستوى الاقتصادي للأسرة)، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي بشقيه الارتباطي والمقارن، وقد تكونت عينة الدراسة من (172) أمًّا من أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمدينة أبها، وقد استخدمت الباحثتين مقياس التنظيم الانفعالي من إعداد (Izadpanah, Barnow, Neubauer, & Holl, 2019) وترجمة الباحثتين، ومقياس التعاطف مع الذات من إعداد (Neff, 2003) وترجمة (الزهراني والسيد، 2019)، ومقياس الوصمة المدركة من إعداد (Mitter, Ali, & Scior, 2018) وترجمة الباحثتين كأدوات للدراسة، واظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية سالبة بين التنظيم الانفعالي والوصمة المدركة، ومساهمة التنظيم الانفعالي في التنبؤ بالوصمة المدركة، كما وجدت علاقة ارتباطية سالبة بين التعاطف مع الذات والوصمة المدركة، ومساهمة التعاطف مع الذات في التنبؤ بالوصمة المدركة، كما لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التنظيم الانفعالي والتعاطف مع الذات والوصمة المدركة تبعًا للمتغيرات الديموغرافية التالية (عمر الأم، المستوى التعليمي للأم، والمستوى الاقتصادي للأسرة)، وبناءً على نتائج الدراسة أوصت الباحثتين بإعداد برامج تدريبية وتأهيلية لأمهات الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد تقوم على تنمية مهارات التنظيم الانفعالي والتعاطف مع الذات بهدف مساعدتهم على مواجهة الضغوط المختلفة، وإعداد دليل تثقيفي لأسر الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد يتضمن كيفية التعامل مع الآثار الاجتماعية والنفسية للوصمة المدركة.