المستخلص: هدفت الدراسة إلى معرفة مدى تحقق مفهوم جودة الحياة وأبعادها من منظور التربية الإسلامية في مكة المكرمة وبعض المدن الأخرى دراسة مقارنة واستخدمت الدراسة أداة المقابلة لأفراد العينة كما استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والوصفي المقارن لتحليل وتفسير البيانات ومقارنة النتائج بين أفراد العينة، وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج كان منها: انطلاقة جودة الحياة في مكة المكرمة تتسم بعمق تاريخي تربوي قديم؛ ظهر في دعاء إبراهيم عليه السلام، وهي أقدم من الدراسات العلمية التي أظهرت الجودة كمصطلح عصري وليس كحقيقة تربوية اسلامية أصيلة، إضافة أن مفهوم جودة الحياة مفهوم شامل، متكامل، واقعي يشتمل على أبعاد كثيرة تختلف في أولويتها ونسبة تحققها في مكة المكرمة وفي غيرها من المدن السعودية كما ترصد ذلك نتائج الأداة، إضافة أن أبعاد جودة الحياة تختلف وفق الدراسات العلمية وأن الدراسة الحالية ترى أن أهم الأبعاد التربوية لجودة الحياة هو البعد الديني التي يلقي بظلاله على سائر الأبعاد التربوية الأخرى ويقويها، كما أولت المملكة العربية السعودية جهود مكثفة لجودة الحياة؛ حيث جعلتها مطلب مهم في رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحقيقها.وقد أوصت الدراسة بتكثيف الجهود البحثية التربوية لجودة الحياة في الجانب المعنوي والوجداني الذي يتجلى في العبادات والقيم التربوية الإسلامية فهي نواة الجودة الشاملة للحياة، كما توصي الدراسة أيضا بضرورة ربط جودة الحياة بالبرامج التربوية التعليمية والمقررات الدراسية وأن جودة الحياة سمة تاريخية عميقة أظهرتها التربية القرآنية في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام، وتزيد أهميتها كضرورة عصرية؛ لكونها من أهم تطلعات رؤية المملكة 2030.