المستخلص : يشهد البحث التربوى عامة والبحث فى ميدان تعليم اللغة العربية بصفة خاصة زيادة مطردة في عدد البحوث المنشورة وغير المنشورة ، ويترتب على ذلك تباين في نتائج الدراسات التي تعالج قضايا بحثية متشابهة، وبعض هذه البحوث والدراسات تسفر عن نتائج مؤيدة ومتسقة أحيانًا، ومتناقضة ومتعارضة ولا يدعم بعضها بعضًا في أحيان أخرى، مما يقلل من فرص توظيفها والاستفادة منها في تحسين عملية تعليم اللغة العربية وتعلمها، ويزيد من صعوبة اتخاذ القرارات في ضوئها . هذا بالإضافة لتواضع بعض المشكلات البحثية اللغوية وتكرارها وبعدها عن القضايا الأساسية ذات الأولوية في الدراسة التي يحتاجها المتعلم والمعلم.وعليه أصبح لزامًا علي المختصين البحث عن منهج علمي دقيق يمكن من خلاله إجراء عمليات فحص وتحليل ومراجعة للدراسات والبحوث السابقة، ويهتم بتحليل نتائج المجموعات المتزايدة من البحوث والدراسات المنفصلة، لتعرف توجهاتها وخصائصها وفاعليتها؛ وذلك تقويماً لمسارها، وزيادة لكفاءتها، لتحقق غاياتها ومقاصدها، والحصول على صورة مركبة شاملة لمجموعة النتائج المتناثرة في الدراسات المختلفة، مما يسهم في إمكانية تعميم النتائج المتعلقة بتعليم اللغة العربية وتعلمها بدرجة كبيرة من الثقة، ومن هذه المناهج : منهج التحليل البعدي Meta-analysis.لذلك جاءت هذه الورقة لتلقى الضوء على التحليل البعدى من حيث مفهومه وماهيته، ودواعي العناية به، وكذلك خصائص التحليل البعدي ومزاياه وأهدافه التربوية، وإجراءات أسلوب التحليل البعدي وخطواته المنهجية، كذلك تتعرض الورقة لحجم التأثير بعدِّه السمة المميزة لبحوث التحليل البعدي، والخريطة البحثية كأحد نواتج بحوث التحليل البعدي، كما تتعرض الورقة لمعايير الحكم على جودة بحوث التحليل البعدي، والانتقادات الموجهة لأسلوب التحليل البعدي، وفى النهاية تذيل الورقة ببعض التوصيات والمقترحات لبحوث في التحليل البعدي في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها.