هدف البحث إلى التعرف على مستوى الاحتراق الوظيفي لدى أخصائي السلوك في مراكز التأهيل من العاملين مع أطفال التوحد، والكشف عن آثار أبعاد الاحتراق الوظيفي لدى العاملين بمراكز التوحد وفعالية أدائهم، والتعرف على مستوى التسرّب الوظيفي بين العاملين مع أطفال ذوي التوحد، وكذلك احتياجات الدعم المادي والنفسي لدى العاملين في مراكز التوحد، ولتحقيق أهداف البحث اتبع الباحث المنهج النوعي باستخدام المقابلات شبه المنظمة كأداة لجمع البيانات والمعلومات، وطُبّقت على عينة قصدية عددها (7) من العاملين بمراكز التوحد بمدينة الرياض تتراوح أعمارهم بين ٢٥-٤٠ سنة.
وقد أسفر البحث عن عدة نتائج، أهمها: أن الإرهاق الذي يتعرّض له العاملين في مجال التربية الخاصة يشمل حالات التعب والإرهاق النفسي والجسدي والعقلي والعاطفي، وجميعها تنتج غالبًا عن التعرض للعديد من المواقف المرهقة والمتعبة داخل العمل، وأن يظهر الاحتراق الوظيفي كنتيجة لمتطلبات ومتاعب العمل اليومية المختلفة، وأن أبرز أسباب الاحتراق الوظيفي وتدني رغبة العاملين في مجال التربية الخاصة في العمل هو غياب التقدير المادي والمعنوي.
وفي ضوء ذلك أوصى البحث بعدة توصيات، أهمها: العمل على التقليل من الصعوبات والتحديات التي يواجهها العاملين في مجال التربية الخاصة من خلال تقديم الدعم اللازم لهم، وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية والتدريبية لمساعدتهم على أداء دورهم بفاعلية، وتقديم البرامج التدريبية لتدريب وتوعية أخصائي السلوك حول آليات التكيف الفعالة، وتبنّي مؤسسات التأهيل سياسات العدالة والمساواة بين العاملين داخل بيئة العمل.