شهدت الساحة الدولية خلال العقود الماضية تغيرات جوهرية سياسيًا واقتصاديًا، وأهم معالم هذه التغيرات ظهور التكتلات الاقتصادية الدولية على الساحة بقوة ووضوح. وذلك عقب انهيار المعسكر الشيوعي وهيمنة النظام الرأسمالي واقتصاد السوق على العلاقات الاقتصادية الدولية. وفي هذا الإطار نشأ تكتل «البريكس BRICS»، وأصبح من أبرز التكتلات ذات القوة الاقتصادية والسياسية العالمية. حيث سيطر على حوالي 31,5% من الاقتصاد العالمي، و17% من التجارة العالمية. وكذلك أرسي البريكس مبدأ التعددية القطبية في العلاقات الدولية، وسعى إلى تخفيف هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على مسار العلاقات الدولية اقتصاديًا وسياسيًا.
ومن المتوقع أن تتضح تلك المكانة البارزة للبريكس بشكل أكبر بعد التوسع وضم المزيد من الدول الأعضاء للتكتل، ليصبح عدد أعضاؤه إحدى عشر عضوًا ابتداءً من يناير 2024. علاوة على توجهات البريكس نحو مزيدًا من التوسع خلال الفترات الزمنية القادمة. ومن المتوقع أن يحصد الاقتصاد المصري العديد من الفرص والمنافع الاقتصادية نتيجة لانضمامه لهذا التكتل، وكذلك مواجهته بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار والتغلب عليها.