تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أثـر ضغوط العمل على جودة الحياة الوظيفية حيث إن التوصل للأسباب التي تزيد من ضغوط العمل ومحاولة التقليل من آثارها السلبية سيؤثر بالإيجاب على جودة الحياة الوظيفية مما يدعم زيادة رضا العاملين وولائهم وانتمائهم للمنظمة ومن ثم زيادة إنتاجيتها وربحيتها. وهذا مما لا شك فيه سينعكس بدوره على إحداث توازن وانسجام بين الحياة الوظيفية والشخصية للعاملين.
تم تطبيق هذه الدراسة على العاملين بأحد فروع بنك قطر الوطني الأهلي، واعتمـدت الدراسـة علـى المنهـج الوصفـي التحليلـي، وتـم إجراء الاستبيان على عينة من العاملين بالبنك المجتمع المستهدف، واعتمدت الباحثة على العينة العشوائية وتم جمع (150) استجابة مـن أصـل 400.
ومـن أهـم النتائـج التـي توصلـت إليهـا الدراسـة وجود علاقة ذات دلالة معنوية بين أبعاد ضغوط العمل المتمثلة في (الهيكل التنظيمي - نمط القيادة التنظيمية - الأجور والمكافآت - عبء العمل) على جودة الحياة الوظيفية المتمثلة في (الجوانب الوظيفية والتنظيمية - بيئة العمل المادية والمعنوية)حيث أثبتت الدراسة الإحصائية صحة الفرض الرئيس بوجود علاقة عكسية بين ضغوط العمل وجودة الحياة الوظيفية، ثبت أيضًا صحة الفرض الفرعي الأول بوجود علاقة عكسية بين الهيكل التنظيمي وجودة الحياة الوظيفية، ثبت أيضاً صحة الفرض الفرعي الثاني بوجود علاقة طردية بين نمط القيادة التنظيمية وجودة الحياة الوظيفية، وكذلك ثبت صحة الفرض الفرعي الثالث بوجود علاقة طردية بين الأجور والمكافآت وجودة الحياة الوظيفية. إلا أنه تم رفض الفرض الفرعي الرابع الخاص ببُعد عبء العمل، حيث أثبتت الدراسة وجود أثر غير معنوي لمتغير عبء العمل على جودة الحياة الوظيفية.
ثم اختتمت الباحثة هذه الدراسة بعدد من التوصيات كان مـن أهمهـا: ضرورة وضع آلية فعلية للتخفيف من حدة ومعالجة ضغوط العمل بقطاع البنوك،وأن يراعي الميثاق الأخلاقي والثقافة التنظيمية للمؤسسة توزيــع الأعمال علــى العامليــن بطريقــة تتناســب مــع قدراتهــم وإمكانياتهــم دون اســتنزاف لجهودهــم وطاقاتهــم ليتحقق لديهم جودة الحياة الوظيفية. والحرص على المساواة والعدالة بين العاملين في شتى الأمور ومشاركتهم في عملية اتخاذ القرارات، وضـرورة اتباع سياسات إدارية من شأنها أن تقلل من ضغوط العمل مثل سياسات (الإثراء الوظيفي– والتوسع الوظيفي– وتمكين العاملين).