استهدف هذا البحث قياس الأثـر الوسيط لكلٍ من التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي على العلاقة بيـن القيادة السامة وصمت العامليـن داخل هيئة قناة السويس، وقد تم إجراء البحث على عينة مكونة من (314) مفردة من مختلف العامليـن بهيئة قناة السويس، وذلك من خلال الاعتماد على أسلوب الاستقصاء كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات الميدانية، وأشارت نتائج البحث إلى وجود تأثيـر مباشر ومعنوي للقيادة السامة على كلٍ من التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي داخل هيئة قناة السويس، كما تبيـن وجود تأثيـر مباشر لكلٍ من التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي على صمت العامليـن داخل الهيئة محل البحث، أما على مستوى التأثيـر غيـر المباشر فقد تبيـن أن التنمر في مكان العمل يتوسط العلاقة بيـن القيادة السامة وصمت العامليـن بشكل جزئي، كما يتوسط التهكم التنظيمي العلاقة بيـن هذيـن المتغيـريـن بشكل جزئي، بينما يتوسط كلٌ من التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي معًا العلاقة بيـن القيادة السامة وصمت العامليـن بشكل كلي. وتشيـر هذه النتائج إلى أن العلاقة بيـن القيادة السامة وصمت العامليـن داخل هيئة قناة السويس تـرتبط بمستويات مرتفعة من التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي، فكلما زاد مستوى كلٍ من التنمر في مكان العامل والتهكم التنظيمي زاد التأثيـر غيـر المباشر للقيادة السامة على صمت العامليـن وبالتالي زاد مستوى التوسط والعكس صحيح، ومن ثَمَّ يوصي البحث بضرورة التوعية بمخاطر ظاهرتي التنمر في مكان العمل والتهكم التنظيمي والحد من الأسباب التي تساهم في ظهور مثل هذه السلوكيات داخل هيئة قناة السويس، مع ضرورة وضع آلية محكمة لاختيار القادة بحيث تتضمن مجموعة من الأسس والمعاييـر التي تضمن استبعاد الأفراد الذيـن لديهم ميول سلوكية عدائية وسامة تجاه زملائهم في العمل.