يهدف هذا البحث إلى قياس العلاقة بيـن الجَدارات (الكفاءات) القيادية وتّحدّيات رؤية المملكة العربيّة السّعوديّة (2030)، والمتمثّلة في التّحدّيات الاستـراتيجيّة، والإداريّة والتّنظيميّة، والمتعلّقة بممارسات تطويـر الموارد البشريّة؛ وذلك من وجهة نظر القيادات الإدارية في الأجهزة الحكوميّة، وتتكوّن الجدارات القياديّة من ثلاثة أنواع؛ هي قيادة التّغييـر، والاتّصال الاستـراتيجيّ، وقيادة فرق العمل.
ولتحقيق أهداف البحث تمّ الاعتماد على المنهج الوصفيّ التّحليليّ، واعتمد الباحث على دراسته السابقة (القرنيّ والأميـن، 2019) مرجعًا أساسيّا في تطويـر الدّراسة الحاليّة، وجرى على تلك المعطيات تصميم استبانةٍ لجمع البيانات الأوّليّة من أفراد العيّنة والبالغ عددهم (164) مستجيبٍ من القيادات الإداريّة من المرتبة الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة في جميع الأجهزة الحكوميّة والبالغ عددها (250) جهة؛ بالاعتماد على المعاينة العشوائيّة البسيطة. وتمّ تحليل البيانات واختبار الفرضيّات من خلال استخدام بـرنامج الرّزمة الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة (SPSS)، وأشارت نّتائج الدراسة إلى أهمّيّة جدارة قيادة التّغييـر في التّعامل مع التّحدّيات، وذلك بوجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى معنويّة (0.05)، وعدم وجود علاقةٍ دالّةٍ إحصائيّاً عند مستوى معنويّة (0.05) للجدارات الأخرى في التعامل مع التّحدّيات كالاتّصال الاستـراتيجيّ وقيادة فرق العمل.
وبناءً على نتائج البحث قدّمت الدّراسة مجموعةً من التّوصيات الأكاديميّة والعمليّة التي تعيـن الأجهزة الحكوميّة في المملكة على توفيـر الجدارات اللازمة للتّعامل مع التّحدّيات، مع إضافة اقتـراحات مناسبة في البحوث المستقبليّة.