ازداد في الفتـرة الأخيـرة الاهتمام بمفاهيم اللوجستيات في أدبيات الإمداد وسلاسل التوريد، على الرغم من عدم وجود دراسة علمية (في حدود اطلاع الباحث) عن الدور الذي تلعبه اللوجستيات الخلفية (Reverse Logistics Capabilities) في تحسيـن الأداء التشغيلي للشركات بوجه عام والشركات الصناعية بوجه خاص. واستنادًا إلى دراسة ميدانية شملت 50 شركة صناعية تعمل في السوق المصري، تم خلالها دراسة وتقييم أثـر العلاقة بيـن المتغيـرات المستقلة التي تؤثـر على قدرات اللوجستيات الخلفية كمتغيـر وسيط (التوجه بالزبائن، انتهازية الزبائن، الالتـزام بالموارد، التـرتيبات التعاقدية) وأثـر ذلك على المتغيـر التابع كفاءة الأداء التشغيلي، فقد توصل الباحث إلى وجود علاقة ارتباط معنوي إيجابي بيـن كل من الالتـزامات بالموارد والتـرتيبات التعاقدية وبيـن القدرات اللوجستية الخلفية كمتغيـر وسيط، كما توصل الباحث إلى وجود علاقة ارتباط معنوي سالب بيـن انتهازية الزبائن وبيـن القدرات اللوجستية الخلفية كمتغيـر وسيط، كما وجدت علاقة ارتباط معنوية إيجابية مباشرة بيـن القدرات اللوجستية الخلفية وتحسيـن الأداء التشغيلي في الشركات الصناعية محل الدراسة والبحث. وتم التوصل أيضًا إلى عدم وجود علاقة معنوية بيـن التوجه بالزبائن والقدرات اللوجستية الخلفية كمتغيـر وسيط. وأوصت الدراسة الشركات الصناعية محل الدراسة والبحث بضرورة الاهتمام باللوجستيات الخلفية كوسيلة فعالة لتحقيق الميـزة التنافسية والتعامل مع المرتجعات مما يؤدي إلى تحسيـن كفاءة الأداء التشغيلي لديها.