بمنهجية تحليلية نقدية، يتصدى هذا البحث لمسألة مغيَّبة في الأدبيات الإدارية العربية، حيث يعالج بقالب مفاهيمي إبستمولوجي مصطلح الأيديولوجيا بوصفه خلفية للفکر الإداري، ساعياً لتحديد الحمولة الدلالية لهذا المصطلح الإشکالي کما هو في الأدبيات المتخصصة، ومنقباً في البواعث المعلنة والمضمرة له، وآثاره الإيجابية والسلبية على الفکر الإداري من جهتي التنظير والتطبيق. وقد خلص البحث إلى أن الأيديولوجيا الإدارية لها تمظهرات عديدة، وتحمل آثاراً سلبية وإيجابية في جوانب التنظير والممارسة للفکر الإداري، مشيراً إلى ما يمکن تسميته بـ "موضنة الإدارة"، أي الميل لاستخدام مصطلحات إدارية لا لعمقها و لا لنفعها، وإنما لبريقها وکونها ضمن المصطلحات الرنانة (الطنانة). في ضوء نتائجه، بلوّر البحثُ جملة من المواضيع المقترحة للبحث المستقبلي، مع تأکيد الحاجة لتوسيع الممارسة البحثية الکيفية (النوعية) لاستشکاف الظاهرة المبحوثة في سياقها الثقافي والمجتمعي. وقدم البحث أيضاً باقة من التوصيات العملية، التي يُرتجى منها المعاونةُ في تعزيز الجودة في الفکر الإداري العربي على وجه التحديد، في أبعاده التنظيرية والتطبيقية على حد سواء، ومن بينها دعوة المنظمات العربية لتبني مقاييس الأيديولوجيا الإدارية في ضوء سياسة متقنة في مجال الموارد البشرية وبقية المجالات ذات الصلة.