تعد الإثنوجرافيا والظاهراتية (الفينومينولوجي) طريقتين من طرق البحث النوعي، يتم استخدامهما بشكلٍ متكررٍ في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية التي منها البحوث الإدارية.
من أجل تحديد كيفية استخدام أبحاث العلوم الإدارية وتكييفها مع الأساليب الظاهراتية والإثنوجرافية في سياق الحقل الإداري، بدأ الباحث بتقديم شرحٍ تنظيري للطريقتين ثم تقديم جانبٍ تطبيقي لهذين الأسلوبين من أساليب البحث النوعي عبر مراجعةِ مجموعةٍ من الدّراسات التطبيقية في عددٍ من الأوراق العلمية بالحقل الإداري المنشورة بين عامي2020 و2022 في مكتبة (SAGE journal) الرقمية، منها: ثلاث دّراسات استخدمت المنهج الفينومينولوجي، وخمس أوراقٍ علميةٍ نهجت المنهج الإثنوجرافي.
أما ما يتعلق بالجانب التنظيري، توضح الدّراسة أن الفينومينولوجيا تدرس التجارب المختلفة التي تواجهها من وجهة نظر ذاتية أو وجهة نظر الشخص الأول (وجه نظر المبحوث النابعة من الذات)، أما المنهج الإثنوجرافي فهو يهتم بالكشف عن الشكل المتبادل للتفاعلات الاجتماعية في سياقات معينة التي تخلق نظامًا، وذلك عبر مراقبة وملاحظة وتفسير الإجراءات والممارسات التي يقوم بها أعضاء المجتمع في حياتهم اليومية (وجه نظر المبحوث عن المجتمع أو الموضوع)، لذلك فإن المنهج الإثنوجرافي طريقةٌ لتأطير الملاحظات والاستفسارات في التفاعلات الاجتماعية بطريقةٍ تؤكد كيف يفهم الأفراد عوالمهم الخاصة التي يعيشون فيها، كما أنه لا يهتم بالأفراد مثل الظاهراتية، لكنه يهتم بما يسمى بالكفاءات المشاركة كأعضاءٍ في المجموعة.
أما الناحية التطبيقية، فقدّمت المقالة معلوماتٍ عن البحوث المختارة، تتضمن أهداف البحث وأسباب اختيار الطريقة وحجم العينات والمجتمع المستهدف ومدة البحث والإجراءات المطبقة لجمع البيانات وتحليل البيانات، يُمكن أن تسهم نتائج هذا العمل على فهم كيفية تطبيق أساليب الظاهراتية والإثنوجرافية في البحوث الإدارية.