يتناول هذا البحث موضوع تواصل المخاطر ودوره في التقليل من انتشار عدوى جائحة فيـروس کورونا المستجد، مع توضيح مبادئه ونظرياته والدور الذي يلعبه أثناء المخاطر الصحية وبالتحديد أثناء الجائحة. ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على أهمية تواصل المخاطر ومن ثم إلى تحليل موضوعي لعملية تواصل المخاطر بالمملکة العربية السعودية وتقييم مدى فاعليتها ودورها لمکافحة انتشار عدوى جائحة فيـروس کورونا المستجد، حيث سيتم إبـراز دور جميع أصحاب المصلحة (الحکومة، الخبـراء والجمهور) في تعزيـز فاعلية تواصل المخاطر للتعامل مع جائحة فيـروس کورونا المستجد.ولبلوغ أهداف البحث أعتمد الباحثان على التحليل الکيفي من خلال دراسة الحالة وتقصي الجهود المتعلقة بتواصل المخاطر من قبل وزارة الصحة کما تم اعتماد تحليل المحتوى والمقابلات الشخصية مع اخصائيين في مجال التواصل والتسويق في وزارة الصحة والقطاع الخاص کوسائل لجمع البيانات. وتفيد نتائج هذه الدراسة أن الحکومة السعودية وبالتحديد وزارة الصحة حرصت على تطبيق ابـرز مبادئ تواصل المخاطر الفعال حيث تميـز تواصل المخاطر أثناء جائحة فيـروس کورونا بسرعة الاستجابة، کثافة المحتوى والنشر، الاستمرارية، التنوع والشفافية مما جعله يلعب دورا فعالا في الحد من انتشار الوباء والتعامل مع الجائحة بشکل مميـز. کما أثبتت نتائج الدراسة أن التواصل بين الحکومة والجمهور والخبـراء کان مبني على درجة عالية من الشفافية والمصداقية والمشارکة ويعود ذلک لحرص الحکومة على تمکين الخبـراء وتفعيل دورهم في عملية تواصل المخاطر لتبادل معلومات دقيقة وعلمية لمکافحة التضليل والشائعات. هذا وقد بينت نتائج الدراسة أيضا حرص الحکومة على إشراک الجمهور والقيادات ورفع مستوى التفاعل من خلال التنوع في المحتوى واستهداف مختلف الفئات والتفاعل المستمر معهم من خلال العديد من المنصات ومن خلال التنوع في المحتوى الإرشادي والتوعوي لتواصل المخاطر أثناء الجائحة. وتم ختم الدراسة بإعطاء ابـرز التوصيات للمختصين في التواصل والإعلاميين والمسوقين لضمان تواصل مخاطر فعال يساهم في مقاومة انتشار هذا الوباء والحد، من أضراره في ظل جائحة کورونا المستجد.