لا شك أن المغول خرجوا من مقرهم وغَزْو البلدان يسيطر على تفكيرهم، فهم يعتقدون أن وجودهم لأجل السيطرة والتملك وحكم البلاد، فاكتسحوا أمامهم جزءًا كبيرًا من قارة آسيا، فقد غزوا الصين وبلاد القفجاق، وفارس وما وراء النهر، وبلاد العراق، وغزوا الشام أكثر من مرة، وأرادوا مصر غير أنهم اصطدموا بالقوة الفتية آنذاك وهم المماليك، فكان ذلك الاصطدام نهاية لهجمتهم، وبلاد جِيلان من جملة ضحايا هذه البلدان التي طالها أذاهم، وخضعت لهم، على الرغم من أنها ظلت في مأمن من قادة المغول وخاناتهم وإيلخانتهم دهرًا طويلًا، إلى أن كان عهد السلطان محمد خدابنده، فكان على يديه غزوها، والبحث عرض عرضًا موجزًا لموقع تلك البلاد، وحدودها، وطبيعة أرضها الجغرافية، وسكانها، وأهم مدنها، كما عرض البحث كذلك المحاولات السابقة على السلطان محمد خدابنده لغزو تلك البلاد، وفشلها والسبب في ذلك، ثم محاولاته الودية معهم لفتح الطرق إلى بلادهم، ورد فعلهم الذي أغضب السلطان، وجعله يتخذ قرار غزوهم، وتناول البحث كيفية غزو تلك البلاد، وفصَّلَ الجيوش والفرق التي أُرسلت إليها، وما وقع معها من معارك، وما انتهت إليه الجولات العسكرية بين الطرفين، وأخيرًا خُتم البحث بعرض ما آل إليه الجِيلانيون بعد غزوهم، وما افترضه المغول من خراج عليهم، ضمانًا لخضوعهم وولائهم، واستسلامهم.