إذا كانت دراسة أحوال المركبات هي جل مباحث النحو أو تكاد – كان أول ما توجبه قضايا العقول هو البحث عن طبيعتها وماهيتها . فإذا أضيف إلى ذلك أن كلام الأقدمين فيها قد جاء مبثوثا منثورا ؛ وأن كثيرا من اللسانين المحدثين لم يأبهوا بالتفتيش عن حاقِّ أمرها ، زاعمين أنها ليست من بحث اللغة في شيء ، ثم تبين بأَخَرَة خطأ ذلك – بات الانحفاز إلى درسها أشد ، وصارت الحاجة إلى بحثها أوجب ، والدواعي إلي كشف حالها أقوى وأكثر . من أجل ذلك ، حاول هذا البحث - بتمثّل منهجي الٱستقراء والتحليل - الكشفَ عن طبيعة المركبات في العربية وماهيتها ، من خلال التتبع الفاحص لأقاويل ثُلَّة من جِلّة أهل العلم والنظر وسبرها  والترجيح بينها ، مع الاستئناس بما جاء به الدرس الحديث في ذلك ومثاقفته . هذا ، وقد أظهر البحث أن غالب علماء العربية وجمهور أهل النظر من علماء الإسلام على أن لسان العرب حصل بالتواضع ، وأن هذا الوضع لا يقتصر على وضع المفردات حسب ، بل يمتد إلى المركبات كذلك ، بيد أن وضع المركبات كان بالنوع لا بالشخص ، خلافا لوضع المفردات .