العلة ركن من أركان القياس، وهي مناط الحكم ولا يتحقق القياس إلا بها؛ إذ لابد لإلحاق المقيس بالمقيس عليه من علة تجمع بينهما.
وقد تنوعت العلة النحوية إلى أقسام عدة منها: علة الشبه وهي موضوع هذا البحث الموسوم بـ (علة المشابهة عند البعلي (ت709هـ) في كتابه الفاخر في شرح جمل عبد القاهر) ويهدف البحث إلى إظهار علة الشبه في كتاب الفاخر في شرح جمل عبد القاهر للبعلي، حيث لم يسلط عليها الضوء من قبل.
والبعلي من نحاة الشام الذين غلبت عليهم النزعة البصرية، فكان يقتفي أثرهم ويأخذ بأقوالهم دون تعصب، أو هوى، وكان له جهد كبير في إثراء الخزانة الإسلامية والعربية بمؤلفات ضخمة في الفقه والحديث والنحو واللغة مما يدل على سعة علمه وغزارة ثقافته العامة والخاصة. وقد اتبعت في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وجاء البحث في مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة اشتملت على نتائج عدة منها:  أن مذهب البعلي وجمهور البصرة في علة جواز تقديم الخبر الجملة على المبتدأ هو الأولى لأمرين: أحدهما: السماع عن العرب لقولهم " تميمي أنا " فـ " أنا " مبتدأ مؤخر، وتميمي خبر مقدم. والآخر:القياس؛ لأن الخبر يشبه الفعل في كونه مسندًا، والفعل يتقدم ويتأخر فكذلك الخبر. ومنها: أن البعلي قد استند إلى العلة البسيطة ومن ذلك: علة بناء كيف؛ وذلك لشبهه بالحرف في تضمنه معنى الاستفهام. وذيلت البحث بثبتِ للمصادر والمراجع.