تتبع هذا البحث معنى كلمة (تمحل) في كتب المعاجم، وكتب النحو، وكتب التفسير، وظهر من هذا أن التمحل احتيال واجتهاد وتحايل، وهذا الاجتهاد قد يكون مكايدة، أو مكرًا، وقد يكون اجتهادًا محمودًا في إظهار غامض غير واضح،
أو الخروج مما ظاهره قد يؤدي إلى اللبس، وتمحلات النحويين، أنواع: نوع اجتهد ووجَّه فأصاب، ونوع قارب الصواب، ونوع جانبه الصواب، وظهر–أيضًا- الفرق بين التكلف، والتمحل: إذ تدور كلمة تكلف حول الكلفة، والمشقة، والتصنع، والتجشم، وحمل الإنسان الشيء على نفسه وليس من عادته، بخلاف التمحل، فهو اجتهاد دون كلفة، وبناء على ذلك جاء البحث في ثلاثة فصول، تسبقهم مقدمة، وتمهيد، وتتبعهم، خاتمة، وفهارس فنية، واشتمل الفصول الثلاثة على ست عشرة مسألة، وضعت عنوانًا مناسبًا لكل مسألة، مع وضع النص الذي فيه التمحل في البداية، ثم قمت بتحليل النص، وذكر آراء النحويين في المسألة، ثم ذكرت في نهاية المسألة تعقيبًا على ما سبق، ثم ذكرت في الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها، ثم ذيلت البحث بفهارس فنية، واتبعت في هذا البحث المنهج التحليلي، وكان من أهم نتائج هذا البحث: معرفة كلمة(تمحل)، ومناسبة ذكرها، والغرض منها، والسبب الذي أدى بالنحوي إلى هذا، توصل البحث إلى أن التمحل هو اجتهاد من صاحبه الغرض منه توضيح، وتبسيط غامض قد يصعب فهمه على القارئ، أو توجيه أمر يحتاج إلى إعمال فكر وتدقيق نظر، أن هناك فرقًا كبيرًا بين التكلف، والتمحل، التمحلات أنواع ثلاث: تمحل أصاب في موضعه، وتمحل قارب الصواب، وتمحل اجتهد ولم يصب، والحق أن طلاب العلم مدينون بالفضل لمن تمحل، فهم اجتهدوا وتفننوا ودققوا حتى تصل المعلومة وافية واضحة بسيطة إلى القارئ.