يهدف هذا البحث إلى دراسة العدول البياني في ديوان القصائد للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد؛ لتسليط الضوء على طريقة الشاعر الخاصة في العدول عن الطرق التقليدية المعتادة للغة، وثورته على الدارج والمألوف في تصوير أحساسيه وانفعالاته، إلى الطرق التصويرية الأخرى، من تشبيه، واستعارة، وكناية، فتارة يعمد إلى طريق التشبيه، متخطيًا اللغة النمطية في نقل المعنى إلى الوصف التشبيهي، وتارة أخرى يعمد إلى الاستعارة، فيقدم معانيه عبر أنماط تصويرية جديدة، متجاوزًا فيها محدودية الأصل إلى اتساع ورحابة الفرع، وأحيانًا يعمد إلى طريق الكناية، مبتعدًا عن الوصف الصريح المباشر للمعنى، إلى روادف ولوازم تتبع ذلك الوصف، فاكتسبت معانيه قوة وثراءً؛ بهدف التأثير في المتلقي وجذب انتباهه، فيتفاعل مع النص عن طريق إعمال فكره، وتنشيط عقله؛ لفهم وتأويل ماوراء الصور المعدول إليها.
واعتمد البحث على عدد من المناهج المختلفة، منها: المنهج التاريخي، وذلك عند دراسة مصطلح العدول، وتتبع جذوره التراثية، والمنهج الانتقائي القائم على تتبع قصائد الديوان، واختيار الملائم منها، ثم المنهج التحليلي المعتمد على تذوق النصوص في الكشف عن جماليات العدول، ورصد دقائقه، وتدرج مستوياته الإيحائية والتصويرية .