جاءت الأساليب الخبرية في شعر (أبي عمران الميرتلي الأندلسي) حاملة لدلالات تطفو فوقها العديد من الرسائل النفعية التي تعد طريقًا منيرًا يلتمس فيه القاريء ما غاب عنه من أمور لهو أولى بالانتباه إليها فيداوم على فعلها
أو ينصرف عنها، وتنوعت الأساليب لتحمل إيجابيات أو سلبيات، وتنوعت إعلاميتها وتأرجحت بين الانخفاض أو التوسط أو الارتفاع، وعمل الشاعر (الميرتلي) على التنويع من بنياتها التركيبية لتتخللها آليات ترفع من إعلاميتها وتأثيرها لدى المتلقي، وكانت صورة الموت قاسمًا مشتركًا في كل المعاني التي حملتها الأساليبُ الخبرية، وهذا كونه اللغز الأعظم الذي لا جدوى من محاولة إيجاد حلول له. ودعت الأساليب الخبرية المتلقي إلى مجموعة من القيم التي تعد أسسًا تقوم عليها حياته الدنيا، فجاءت الدعوة للصلاح النفسي من خلال التمسك بالزهد والقناعة والتمسك بالشرع الحنيف، وأيضًا جاءت إعلامية الأساليب لتعكس أهمية الإصلاح المجتمعي عن طريق البعد عن النفاق، وإعلاء قيمة التعاون والوحدة، ونبذ التفرق والتعصب المذهبي، وكانت أشعاره مرآة ناصعة تعكس القيم النفعية للشعر، وأنه ديوان العرب بل إن شعره كان للمجتمع، وليس للفرد فقط، وكان عاكسًا وكاشفًا لأغلب قيم المجتمع العربي الأندلسي في عصره.