تميز ديوان "أحلام بلون الأرق" بكثافة عالية في التصوير، تجلت في تنوع طرق بناء صوره بالتداخل، والتركيب، والترشيح، والاستمداد من القرآن الكريم والشعر العربي والتاريخ، وإطالة الجملة نحوياوتصويريا، وفي تعدد مستوياتها إلى ثلاثة مستويات تصويرية؛ المستوى الإفرادي، والتركيبي، والنصي، وفي تشابك علاقات هذه الصور إلى أربعة أنماط من العلاقات هي: التكرار والتوازي والتقابل والتناظر. هذا البنيان التصويري هو ما تهدف هذه الدراسة إلى تحليله، مستخدمة المنهج الوصفي التحليلي في دراسة هذه الأبنية التصويرية. وقد اتسم التصوير في الديوان بعدة سمات عامة هي: كثافة التصوير في الجملة النحوية الواحدة الطويلة، و متاخمة التصوير، ومتاخمة الاستمداد، واتساق التصوير مع بعض الفنون البديعية، وتتحدد مشكلة هذا البحث في كيفية تفكيك الكثافة التصويرية في هذا الديوان إلى عناصرها المتنوعة ومستوياتها المتعددة وعلاقاتها المتشابكة؛ بهدف بيان مركزية عنصر التصوير في هذا الديوان، باعتبار التصوير أحد مجالي فنية الشعر ومظهرًا من مظاهر اقتدار الشاعرية، وبهدف رصد تعدد طرق التصوير وأنماط تركيب الصور والامتداد بها في نسيج النص حتى تصبغ هذا النسيج كله بصبغة التصوير، وما تمثله هذه الصبغة التصويرية في هذا الديوان من نمط من أنماط التجديد الشعري على مستوى التصوير في القصيدة العربية الحديثة، وما يسهم به البحث من ثم في تلبية حاجة النقد الأدبي العربي المعاصر إلى رسم أطر نظرية جديدة للصورة الفنية في الشعر.