تنال العلوم التطبيقية – عامة- اليوم اهتماما بالغا، لما لها من إسهامات معرفية في الجانبين النظري والتطبيقي، ومنها علم اللغة التطبيقي، إذ يمثل حقلا معرفيا تتقاطع فيه العلوم، وهو محور لكثير من الدراسات التي تمثل همزة وصل بين مجالات معرفية متعددة، إلا أن له أسسه الفلسفية ومناهجه التي تحكم أساليبه وأدواته، ولأن الاستبانة أداة لجمع البيانات في البحث التطبيقي عامة واللغوي خاصة، كان لي معها وقفات، حاولت أنطلق فيها من التعريف بالبحث اللغوي التطبيقي مرورا بمنطلقاته الفلسفية، وأسسه المنهجية، وطرقه وأنواع البيانات فيه وأدواتها، ووصولا للاستبانة وتعريفها وأنواعها وبنائها والإشكاليات التي قد تصادف الباحث حين إجرائها، وطرق تفاديها، وختاما بالإشارة إلى صلاحيتها للبحث اللغوي التطبيقي لخصوصية البحث اللغوي تحديدا، ولذا قسمت بحثي بعد المقدمة إلى ثلاثة مباحث مرتبة على النحو التالي: الأول بعنوان: (اللغويات التطبيقية) وهو تعريف لمصطلح اللغويات التطبيقية وتصنيف لأبرز موضوعاتها في اللسانيات التطبيقية من [ اللسانيات النفسية/ اللغويات الاجتماعية/ الصناعة المعجمية/ اللسانيات القضائية ...إلخ]، الثاني: وعنوانه (مناهج البحث في اللغويات التطبيقية) واشتمل على: المنطلقات الفلسفية في البحث اللغوي، ومناهج البحث، وطرق البحث، وأنواع البيانات وأدوات جمعها، وجاء الثالث والأخير بعنوان: (الاستبانة في البحث اللغوي التطبيقي)، وبينت فيه مفهوم الاستبانة وإجراءاتها، وتحديد تحديد نطاق العينة، وأسئلتها، وإشكاليات الاستبانة لجمع البيانات اللغوية. ثم كانت الخاتمة والفهارس.