هذا البحث يبرز مكانة مصحف الملك فؤاد الأول، وأثره في المصاحف المطبوعة في العالم الإسلامي بعد ذكر حال المصاحف المطبوعة من قبله، كما يبين أن اللجنة الأولى المراجعة لهذا المصحف لها تشكيلان: التشكيل الأول هو الذي ابتدأ العمل، وقطع فيه شوطًا كبيرًا، لكن قدر الله أن يموت اثنان من هذا التشكيل الأول، فيؤمر بتشكيل ثان؛ ليراجِع عمل التشكيل الأول، ويُتِم بقية العمل، والذي يظهر في التعريف الذي في نهاية المصحف إنما هو التشكيل الثاني، ومن ثَمَّ فهذا البحث يبرز جهد التشكيل الأول مع جهد التشكيل الثاني، ويصحح بعض المفاهيم المغلوطة حول من كتب هذا المصحف، وحول المراد بمصحف الملك فؤاد، وحول دور الأزهر الشريف في الإذن والتصريح بطباعة المصحف، كما يذكر المآخذ التي أخذتها اللجنة الثانية على اللجنة الأولى، كما يتناول التعريف بكل عضو في اللجان المراجعة للطبعات الأربع الأولى، ويظهر ثناء المستشرقين وغيرهم على طبعة مصحف الملك فؤاد الأول، وأنها صارت المرجع لدى الباحثين الأوربيين، ويبين أثر لجان مراجعته على كل لجان مراجعة المصاحف في العالم الإسلامي، كما يهيب البحث بمؤسسات الدولة أن تحتفي بهذه النسخة من المصحف؛ لتبرز مكانتها وأثرها في العالم الإسلامي، سواء من ناحية الرسم، أو الضبط، أو التقسيمات، أو علامات الوقوف، أو الخط، وغير ذلك؛ فهذه النسخة كانت من أسباب الريادة الدينية للأزهر الشريف في القرن الماضي، بجانب كبار المقرئين والقراء آنذاك، وفي ختام البحث أهم ما توصل إليه، مع ذكر بعض المقترحات.