تعتبر مدينةُ تبوك الواقعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية منطقةً غنية بالأماكن الأثرية ذات البعد التاريخي الهام، الذي يعبر عن نشاط المنطقة خلال فترات زمنية ماضية، فكانت الحصون والقلاع والآبار تنشأ فيها، لكونها إحدى الجهات المتعارف عليها كمنطقة عبورٍ للحجاج أيام مواسم الحج. وقد مثلت قلعة تبوك محطة من محطات الحج فترة العهد العثماني، ويتميز تخطيطها بعناصر معمارية مختلفة، ومع امتداد الزمن اكتسبت أهمية تاريخية.
وتكمن أهمية الدراسة في توثيق إصلاحات حكومة المملكة العربية السعودية، وتوضيح عدد مرات الترميم التي مرت عليها؛ وذلك لكونِ اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية يتجه نحو حماية الآثار وحفظ التراث، فنجد أن الآثار المنتشرة على أراضيها قد حظيت بعناية الحكومة، برعاية من وكالة الآثار والتراث، ثم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وذلك بعد دمج وكالة الآثار مع قطاع السياحة، مما أسهم بالتعريف بكافة القلاع والعمل على تطويرها، وكان منها قلعة تبوك، والتي أصبحت اليوم -نتيجة تظافر جهود الجهات المعنية من هيئات الآثار وهيئات السياحة- معلماً أثريًّا سياحيًّا، يمتلك مقومات الجذب السياحي، بحيث هُيئ لفتح أبوابه للزوار من المواطنين والسياح؛ لتكونَ وجهةً سياحية تاريخية تنمي الناحية الثقافية والعلمية لدى الزائر، بالإضافة للناحية الترفيهية بها التي تقدم مجموعة من الأنشطة المختلفة للزوار.