يُعدُّ الحجُّ إلى بيتِ الله الحرامِ أحَدَ أركان الإسلامِ، فيضطرُّ النَّاسُ القاطنونَ في مناطقَ بعيدةٍ عن مَكَّة إلى الارتحال والسفر من مناطقهم سالكينَ الطُّرق الطَّويلة؛ بهدفِ الوصولِ إليها، وتأديةِ فريضتِهم، والذي يقلِّب صفحات التاريخ يجد أنَّ بعض الفتراتِ كان لها طابع مأساوِيّ، حيث واجهت الحَجِيج معوقات أخلَّت بِأَمْنِهم، سواءٌ أكانتْ في الـمَشْرِق الإِسْلَامِيّ، أم العِرَاق، أم أثناء وصولهم إلى مَكَّة وفي الطرق التي سلكوها، سواء أكان ذلك عند ذهابهم أم عودتهم بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج، وسوف تسعى هذه الدِّرَاسَة إلى تناول العَوَامِل الطَّبِيعِيَّة المُخِلَّة بِأَمْنِ حَجِيج الـمَشْرِق الإِسْلَامِيّ والعِرَاق خِلَال العَصْر العَبَّاسِيّ من132هـ/750م إلى 447هـ/1055م؛ حيث ستركز على اضطراب الناحية الأمنية؛ والسبب في ذلك يعود إلى أهمية الأمن في سير الحجاج، فعندما ينعدم فإنَّ ذلك يؤدي إلى هبوط عزيمة المسلمين، وتراجعهم عن التوجه نحو مَكَّة، وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مُقَدِّمَة، ومدخل، وستة مباحث، وخاتمة، المُقَدِّمَة تشتمل على أهمية الموضوع، وأهداف الدِّرَاسَة، والمدخل فيه إطلالة عامة على العَوَامِل التي أثرت في أمن الحَجِيج، ومباحث الدِّرَاسَة تناولت الحديث عن العَوَامِل الطَّبِيعِيَّة التي أخلَّت بِأَمْنِ حَجِيج الـمَشْرِق الإِسْلَامِيّ والعِرَاق خِلَال العَصْر العَبَّاسِيّ من 132هـ إلى 447هـ. وهي كالتالي: المبحث الأول: قلة المياه، المبحث الثاني: السيول والغرق، المبحث الثالث: قلة الطعام وارتفاع سعره، المبحث الرابع: الأوبئة، المبحث الخامس: الرياح والعواصف، المبحث
السادس: المناخ، والخاتمة فيها أهم النتائج التي توصلت إليها الدِّرَاسَة.