فقد تتبعت في هذا البحث التراجم والحوادث التي تناولها ابن حبان(ت ٣٥٤ هـ/ ٩٦٥ م) عن قبيلته تميم بهدف التعرف على مدى تأثره عند عرضها بانتمائه القبلي، فأكدت في البداية على أنه أحد الأعلام الذين جدوا وأبدعوا، وإن سُجلت على كتاباتهم بعض المآخذ فهي لا تُقلل أبدًا من قيمة كتاباتهم، ولا من مكانتهم، فالكمال لله وحده، المنزه عن كل نقص مهما خف وقلّ، والعصمة لأنبيائه(عليهم السلام)، وما تفعله الدراسات الحديثة هو الكشف عن بعض تلك المآخذ التي ربما بتجنبها سترتقي هذه الكتابات من منزلة الحسن إلى الأحسن، وتزيد قيمتها أكثر مما تتمتع به، ثم تحدثت عن مفهوم العصبية بتعريف التعصب في اللغة والاصطلاح عامة، والقبلي خاصة، والذي يدفع الرجل إلى أن يدعو إلى ‌نصرة ‌عصبته على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين، وإلى عدم ‌قبول ‌الحقّ عند ظهور الدّليل من فرط التّمادي في الميل والانحياز، وذكرت أنواعه، وأسبابه، وموقف الإسلام منه ومن المتعصبين، وسبل الوقاية منه وعلاجه، ثم عرضت عددًا من التراجم والحوادث التي تناولها ابن حبان وتخص قبيلته تميم، وكان للعصبية القبلية أثرها عليه عند كتابتها، كترجمته للحسن بن غالب التميمي، وغيره، وتناوله لأحداث سرية عبد الله بن جحش الأسدي t إلى نخلة، وغيرها.