يتناول هذا البحث معركة شقندة التي وقعت ببلاد الأندلس سنة 130هـ/747م، حيث كانت هذه الموقعة مثال واضح على الصراع التاريخي بين القيسية واليمنية بشبه الجزيرة العربية وكيفية انتقال هذا الصراع من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد المغرب والأندلس، كانت هناك أسباب كثيرة ساعدت على اشتعال الأوضاع ببلاد المغرب والأندلس لعل أهمها التركيبة الديموغرافية ببلاد المغرب الأندلس وتنوع العناصر بها، ولم يحسن ولاة العرب معاملة تلك العناصر المختلفة بل كان هناك شعور بالاستعلاء العربي أدى إلى كراهية ونفور بعض السكان الأصليين للعرب وبخاصة البربر، وكانت الحرب بين العرب والبربر سببا في تفجر الأوضاع ببلاد المغرب والأندلس خاصة بعد دخول الطالعة الثانية بلاد المغرب لمحاربة البربر وتخوف الحجازيون منهم،     كما كان هناك شخصيات بارزة ببلاد المغرب والأندلس ساهمت في تأجيج الأوضاع ببلاد المغرب والأندلس على مدى سنوات طويلة ليتوج الصراع المرير بين القيسية واليمنية بمعركة شقندة، ومن أبرز شخصيات هذه المعركة أبو الخطار الكلبي والذي نجح في تكوين تحالف من القبائل اليمنية، والصميل بن حاتم الذي نجح هو الآخر في تكوين تحالف من القبائل القيسية، التقى الفريقان في معركة ضارية لم يشهد المسلمون مثلها بعد حرب الجمل وصفين في معركة استمرت ثلاث جولات لتحسم لصالح القيسية ومقتل أبو الخطار الكلبي لتنعم بلاد الأندلس بفترة من الهدوء وسيطرة القيسية على بلاد الأندلس قبل دخول عبد الرحمن الداخل بلاد الأندلس وتأسيسه الإمارة الأموية ببلاد الأندلس.