تُعدُّ البنكامات الرملية من أبرز إنجازات علم الفلك في الحضارة الإسلامية، وقد لعبت دورًا حيويًا في ضبط الوقت خلال العصر المملوكي. تُعرَف البنكام بالساعات الرملية، وهي تتكون من قنينتين زجاجيتين متصلتين بفتحة دقيقة يسمح بمرور الرمل من واحدة إلى الأخرى. يُستخدم هذا النظام لقياس الوقت بناءً على كمية الرمل التي تتسرب، مما يجعلها دقيقة وموثوقة.
في العصر المملوكي، شهدت البنكامات تطورًا كبيرًا، حيث أصبحت أكثر دقة وانتشارًا مقارنة بالساعات الأخرى مثل المزولة والساعات المائية التي كانت تفتقر إلى الدقة في ظروف معينة. أصبحت البنكامات الرملية أداة أساسية لضبط أوقات الصلاة والنوبات العسكرية، وازدهرت بشكل كبير في البيوت والمساجد والمدارس.
أصبحت البنكامات جزءًا مهمًا من الحياة اليومية، وأصبح يُشار إلى الأوقات بمصطلحات مثل "ساعة رملية" في الكتابات التاريخية. انعكس هذا الانتشار الواسع في المؤلفات التي تناولت موضوع البنكام، مثل كتاب "الإعلام بشد البنكام" لأبي الفتح محمد بن أحمد الصوفي، الذي قدم دراسة مفصلة حول صناعة البنكام وأدواتها. كذلك، يُعتبر كتاب "بلوغ المرام من أحكام المنكام" لمحمد بن عبد الله الحسيني من المصادر المهمة التي شرحَت أحكام استخدام البنكام. هذه الأعمال تبرز أهمية البنكامات في العصر المملوكي وتوثق تطورها واستخداماتها.